الأكثر مشاهدة

هل يستطيع الاقتصاد الإسرائيلي الصمود في وجه الصراع الحالي؟

تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير بفعل الحرب على غزة، قطاعات إنتاجية عديدة تعاني من تأثيرات الأزمة الحالية، وهو ما جعل العديد من المراقبين يطرحون تساؤل، إلى متى تستطيع تل أبيب الصمود؟

بعد إخلاء منازلهم على الحدود مع قطاع غزة، يقيم الآن عشرات الآلاف من الإسرائيليين في مناطق أخرى من البلاد. وانتقل العديد من السكان الذين يعيشون على طول الحدود الشمالية مع لبنان إلى أماكن آمنة. يقدر العدد الإجمالي للإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بين 200,000 و250,000. وبالإضافة إلى ذلك، تم استدعاء حوالي 360 ألف جندي احتياطي حتى الآن للجيش.

تم إغلاق الشركات في المناطق التي تم إجلاء السكان منها. ومنذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، توقفت السياحة، مما أدى إلى قطع أحد مصادر الدخل الرئيسية للبلاد. وبحس مراقبين، فبالكاد يوجد شركات طيران أجنبية تسير رحلات إلى إسرائيل حاليا.

- Ad -

هذا التمزق في الحياة الاقتصادية لا يزال يسيطر حتى الآن. لكن التأثير يعتمد على مجموعة من المتغيرات. إلى متى ستستمر الحرب؟ هل سيتدخل حزب الله في النزاع؟ وإذا استمرت الحرب، فإلى متى ستستمر الحاجة إلى جنود الاحتياط الذين يمارس معظمهم أنشطة اقتصادية أخرى في الحالة الطبيعية؟

تأثر قطاع التكنولوجيا بالحرب الإسرائيلية

يوجد هناك 360 ألف شخص في الجيش الإسرائيلي، العديد من الأزواج سيضطرون إلى التخلي عن العمل لرعاية الأطفال، خاصة وأن العديد من المدارس مغلقة.

تفرض الحرب أيضا ضغطًا كبيرا على قطاع آخر حيوي، وهو صناعة التكنولوجيا. في إسرائيل، يعمل حوالي 10% فقط من الموظفين في قطاع التكنولوجيا الفائقة، ولكنهم يتحملون مسؤولية أكثر من 50% من الصادرات.

يعمل معظم هؤلاء الموظفين في الشركات التكنولوجية الفائقة، والتي تشكل جزءا كبيرا من الاقتصاد الإسرائيلي. ولكن نظرا لتجنيد العديد منهم في الجيش في قطاع غزة أو على الحدود اللبنانية، يواجه هذا القطاع ضغوطا كبيرة.

لا يتوقف الأمر فقط على النسب المئوية للقوى العاملة التي تم تجنيدها، وإنما في نوعية هؤلاء المجندين. إذ يتميزون بالشباب والتعليم الجيد والإنتاجية العالية. بالمقابل، تشير تقارير إلى أن الأفراد الذين لم يتم تجنيدهم يظهرون غالبا تراجعا في إنتاجيتهم.

الاقتصاد الإسرائيلي والعطالة الاختيارية للمتشددين

ينضاف إلى ما سبق وضع المجتمع الأرثوذكسي المتطرف في إسرائيل، حيث تشير التقارير إلى أن نصف الرجال الأرثوذكس المتشددين لا يعملون، ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الحكومية. ويعمل نظام الحكومة على زيادة هذه المساعدات بشكل كبير.

على الرغم من أن الاقتصاد الإسرائيلي لم يصل إلى طريق مسدود تماما، إلا أن الاستثمار قد انخفض بشكل كبير. انخفضت الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا الفائقة، التي تشكل عصب الاقتصاد في الدولة العبرية، وتراجعت أسعار الأسهم. سحب العديد من الإسرائيليين أموالهم من البلاد، وتراجعت قيمة الشيكل بشكل كبير

يحذر خبراء اقتصاد إسرائيليين من أن تزيد التدفقات المالية إلى خارج إسرائيل إذا استمرت الحرب الحالية، حيث تقوم شركات التكنولوجيا بتوجيه نشاطها للخارج. ويشير الخبراء إلى أن معظم الشركات الناشئة التي تأسست في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 قد تم إنشاؤها في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان، وليس في إسرائيل، مما يعني فقدانا في عائدات الضرائب.

وفقا لتقارير بلومبرغ، تقدر تكلفة الحرب الإسرائيلية حوالي 260 مليون دولار يوميا. في شهر أكتوبر وحده، ارتفع العجز في الميزانية الإسرائيلية إلى سبعة أضعاف. وبحلول نهاية ذلك الشهر، هبطت العملة الوطنية، الشيكل، إلى أدنى مستوى لها منذ 11 عاما مقابل الدولار، ورغم استقرارها فيما بعد بفضل تدخلات البنك المركزي الإسرائيلي. ومع ذلك، أعلنت وزارة المالية عن قرارها زيادة الاقتراض الحكومي بنسبة 75 بالمئة إضافية في نونبر.

خلاصة الوضع الاقتصادي في إسرائيل تشير إلى تأثير كبير ناتج عن التوترات الحالية والحرب، مما يجعل من الصعب على الاقتصاد الإسرائيلي تحمل اسمرار الوضع لفترة طويلة بدون دعم خارجي.

مقالات ذات صلة