تتداول تقارير إعلامية مؤخرا إمكانية توجه المغرب نحو اقتناء طائرات “إف35” الأمريكية، التي تعد من بين المقاتلات الأكثر تطورا في العالم. ورغم جاذبية هذه الطائرات الشبحية لما تتمتع به من ميزات هجومية ودفاعية متقدمة، يرى خبراء عسكريون أن هذا الخيار غير مرجح لعدة أسباب ترتبط بالتكلفة والاحتياجات الدفاعية للمملكة.
يؤكد خبراء في مجال الدفاع، أن طائرات “إف35” تتميز بتقنيات التخفي المتقدمة وسرعة تصل إلى 1900 كيلومتر في الساعة، مما يجعلها قادرة على تنفيذ المهام الهجومية والاستخباراتية بكفاءة. ورغم ذلك، يقول مراقبين أن اقتناء هذه الطائرات ليس خيارا عمليا بالنسبة للقوات الجوية المغربية.
يشير خبراء إلى أن التكلفة الباهظة لهذه الطائرات، التي تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار للطائرة الواحدة، إضافة إلى تكاليف الصيانة والتدريب والطلعات الجوية، تجعل منها عبئا ماليا يصعب تحمله. حيث أن تشغيل مقاتلات من الجيل الخامس أكثر تكلفة بكثير من تشغيل طائرات من الجيل الرابع والرابع المعزز على غرار أف16 بلوك72 المغربية.
وهذا لا يعني حسب الخبراء أن المغرب غير قادر على اقتناء وتشغيل المقاتلة الشبحية، وإنما فقط مستوى التهديد الحالي الذي يتمثل في الجيش الجزائري لا يستدعي الحصول على سلاح متقدم على غرار الأف35، حيث أن أفضل ما يمتلكه سلاح جو الجارة الشرقية هي مقاتلة سوخوي 30، والتي تتخلف تقنيا عن مقاتلات أف16 المغربية.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن المغرب يعتمد رؤية دفاعية متوازنة تأخذ في الاعتبار التحديات الأمنية الإقليمية وحجم الإنفاق العسكري، مما يجعله يركز على تعزيز قدراته بأساليب أكثر توافقا مع احتياجاته العملياتية.
ورغم الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، يبدو أن التوجه الحالي يفضل تحسين الأنظمة الموجودة واستغلال إمكانات الشركاء الدوليين لتحقيق توازن بين الكفاءة الدفاعية والاستدامة الاقتصادية. ولكن حسب الخبراء فإنه في حالة توجه الجزائر إلى اقتناء طائرات سوخوي 57 الروسية، فإن المغرب سيكون مضطرا للحصول على مقاتلات إف35 لتحقيق التوازن والردع الاستراتيجي.