لم يكن طلب الماء سوى محاولة بسيطة لتأمين حاجات يومية، قبل أن يتحول إلى مشهد عنف غير مبرر داخل مؤسسة تعليمية قروية بجماعة سبت أيت رحو، الواقعة في ضواحي إقليم خنيفرة. أستاذة كانت تزاول مهامها بشكل عادي، انتهى بها الأمر ضحية اعتداء جسدي صادم، وسط صمت رسمي أثار موجة من القلق والاستنكار.
الحادث وقع حين توجهت الأستاذة صوب صهريج مائي تابع للمؤسسة، وهو مصدر المياه الوحيد بالمنطقة، لتفاجأ، بحسب شهادات محلية، بتدخل عنيف من طرف مستخدمين تابعين للمؤسسة الداخلية التي تستخرج منها المياه. المعنيان، وفق نفس المصادر، سبق أن وجهت إليهما شكايات سابقة تتعلق بالتحرش والمضايقات.
الاعتداء لم يقتصر على الأستاذة وحدها، إذ تطور الوضع بعد قدوم والدتها إلى المكان للدفاع عنها،.. حيث تعرضت بدورها للضرب، مما تسبب لها في كسر على مستوى اليد،.. يتطلب تدخلا جراحيا مستعجلا، وفق المعطيات الأولية.
ورغم تقديم شكايات رسمية لمصالح الدرك الملكي، وإحالة ملفات على النيابة العامة،.. لم تسجل أي مؤشرات على تحرك فوري أو فتح تحقيق علني في الواقعة،.. ما يطرح علامات استفهام حول تعامل الجهات المختصة مع قضايا الاعتداء على الأطر التربوية في المناطق القروية.
الحادث يعيد النقاش حول هشاشة أوضاع المدرسات في المناطق النائية،.. حيث يواجهن ظروف اشتغال صعبة دون حماية كافية،.. ويطالب متتبعون بفتح تحقيق نزيه يحدد المسؤوليات ويضمن عدم الإفلات من العقاب،.. مع مراجعة بروتوكولات الحماية القانونية في المؤسسات التعليمية القروية.