بدأت مدينة الدار البيضاء، خلال الأسابيع الأخيرة، تنفيذ مشروع حضري جديد يروم توحيد طلاء واجهات البنايات على امتداد أهم شوارع العاصمة الاقتصادية، وذلك باعتماد اللون الأبيض كلون موحد يرمز لهوية المدينة وتاريخها العمراني.
المبادرة، التي تشرف عليها مصالح الجماعة الحضرية ومقاطعات المدينة، تستهدف في مرحلتها الأولى أهم المحاور الطرقية وسط البيضاء، وعلى رأسها شوارع مثل الزرقطوني، محمد الخامس، الحسن الثاني، في أفق تعميمها تدريجيا على باقي الأحياء لاحقا.
وينتظر أن يسهم هذا القرار في تحسين المشهد البصري العام، وتوحيد ملامح الواجهات العمرانية التي كانت سابقا تعاني من تعدد الألوان، وتفاوت جودة الطلاء، وهو ما كان يشوه جمالية بعض الأحياء الحيوية للمدينة.
المسؤولون الجماعيون اعتبروا هذه الخطوة بمثابة عودة إلى الجذور، حيث كانت الدار البيضاء – أو “كازابلانكا” كما يسميها الكثيرون – تعرف منذ عقود بلونها الأبيض، وهو ما أكسبها اسمها الذي اشتهرت به دوليا.
وأكدت مصادر من داخل جماعة الدار البيضاء أن الهدف لا يقتصر على الجمالية، بل يشمل أيضا تحسين إشعاع المدينة سياحيا واستثماريا، عبر إبراز هوية موحدة تعكس التنظيم والتناسق في الفضاءات العامة والخاصة.
وأشاد سكان المدينة بهذه المبادرة التي وصفوها بـ”الراقية”، إلا أن البعض عبر عن تخوفه من أن تتحول الخطوة إلى عبء مالي إضافي على أصحاب البنايات، خصوصا في حال فرض الطلاء الموحد دون دعم مالي من السلطات.