لم يكن مساء الخميس 8 ماي عاديا في أحد شوارع الحي المحمدي بالدار البيضاء. فبينما كان رجل وامرأة يعتقدان أن رحلتهما ستنتهي بمزيد من الربح السهل، كانت فرقة الدراجين التابعة للمنطقة الأمنية تترصدهما بدقة، بعد ورود عشرات الشكايات من ضحايا النصب والاحتيال.
المشتبه فيهما جرى إيقافهما وهما على متن سيارة خفيفة، وسط حالة من الترقب، عقب تقارير أمنية أكدت ارتباطهما بشبكة توصف بالخطيرة تنشط في تزوير التأشيرات وتقديم وعود وهمية بالهجرة إلى الخارج.
الضحايا، وهم أكثر من عشرين شخصا، أفادوا بتعرضهم للنصب بعد تسليمهم مبالغ مالية متفاوتة، مقابل عقود عمل قيل لهم إنها مضمونة، وتأشيرات قيد الإعداد، قبل أن يتضح أن كل شيء كان خدعة متقنة.
وقد أحيل الموقوفان على الشرطة القضائية بعين السبع – الحي المحمدي،.. حيث باشرت الفرقة المختصة تحقيقا بتعليمات من النيابة العامة،.. في إطار حملة أوسع للتصدي للشبكات التي تتغذى على أحلام الشباب المغربي في الهجرة.
وتطرح هذه القضية من جديد أسئلة مؤلمة حول هشاشة الأمل لدى الشباب،.. الذين لا يزالون فريسة سهلة في يد محترفي النصب،.. وسط فراغ قانوني وتنظيمي يجعل عمليات الإغراء بالهجرة سلاحا قاتلا في يد المحتالين.