ارتفع الترقب وازدادت الشكوى، بينما تواصل أسعار اللحوم الحمراء في أسواق الدار البيضاء ونواحيها تسجيل مستويات غير مسبوقة، تجاوزت في بعض الحالات 130 درهما للكيلوغرام، وفق تأكيدات عدد من الجزارين والمهنيين.
خلافا لما كان مأمولا، فإن عيد الأضحى لم يوقف زحف الأسعار، بل كان محطة عبور نحو ارتفاعات جديدة، مدفوعة بتداخل عوامل متعددة. تراجع القطيع الوطني بسبب سنوات الجفاف، والطلب المرتفع من طرف الجالية المغربية بالخارج، وتكاليف الإنتاج المتزايدة، كلها لعبت أدوارا حاسمة في خلق وضعية غير مريحة للمستهلك.
أحمد الشيهب طه، الكاتب الوطني للاتحاد العام للجزارين بالمغرب، أوضح أن السوق تعرف حاليا ضغطا كبيرا بسبب المناسبات الاجتماعية الكثيرة، مثل حفلات الزواج والعقيقة، مشيرا إلى أن التقاليد المغربية تعلي من شأن اللحوم في مثل هذه الاحتفالات، مما يزيد من حدة الطلب ويدفع نحو مزيد من الارتفاع في الأسعار.
ولم تخل مداخلته من تحذير، إذ شدد على أن الأسعار الحالية قد تستمر لمدة تفوق أسبوعين بعد العيد، لتبقى في مستوياتها الحالية، أي حوالي 110 دراهم للحم البقر وبين 120 و130 درهما للحم الغنم، حسب الجودة والمنطقة.
الكاتب النقابي أشار أيضا إلى أن قرار إلغاء شعيرة النحر الرسمية لهذا العام، أثر على نمط استهلاك اللحوم، حيث اختار عدد من المواطنين اقتنائها جاهزة من الأسواق عوض الذبح المنزلي، ما زاد من استهلاك اللحوم المبردة في المدن الكبرى.
في ذات السياق، عبر بعض الجزارين في تصريحات متفرقة لـ”آنفا نيوز” عن مخاوفهم من استمرار تقلبات السوق، مؤكدين أن التوريد أصبح معقدا، والتكلفة مرتفعة بشكل غير مسبوق، في ظل غياب دعم مباشر لقطاع اللحوم.
وختم طه مداخلته بدعوة صريحة إلى تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تغذي الهلع وتزيد من الضغط على السوق، مضيفا أن المهنيين يبذلون جهودا كبيرة لضمان وفرة المنتوج والحفاظ على جودته رغم الظروف الصعبة.