الأكثر مشاهدة

المغرب يجذب استثمار صيني بـ 493 مليون دولار كان مقرر في إسبانيا

أربك قرار شركة “سينتوري تاير” الصينية المتخصصة في صناعة الإطارات مسار مشروع صناعي ضخم في منطقة “أس بونتيس” بإقليم غاليسيا الإسباني، بعدما أوقفت الشركة خطتها لإنشاء وحدة إنتاجية هناك، وفضلت توجيه استثماراتها نحو المغرب، وتحديدا مدينة طنجة.

المشروع الإسباني الذي تم الإعلان عنه سنة 2023 كان يطمح إلى إحداث مصنع متطور لإنتاج الإطارات عالية الأداء، بميزانية ضخمة تقدر بـ500 مليون أورو، مع توقعات بتوفير حوالي 750 منصب شغل مباشر، في إطار دعم أوروبي من حزمة التعافي الاقتصادي لما بعد الجائحة. ورغم المسار السريع الذي عرفته الإجراءات الإدارية، والمواكبة السياسية من السلطات المحلية والمركزية، فإن المشروع لم يشهد أي تقدم ملموس على الأرض.

في المقابل، اختارت الشركة الصينية أن تبدأ فعليا تشغيل مصنعها في طنجة منذ شتنبر 2024،.. باستثمار بلغ 493 مليون دولار. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للوحدة الصناعية الجديدة 12 مليون إطار سنويا،.. موجهة إلى السوقين الأوروبي والأمريكي، مستفيدة من الامتيازات اللوجستية والجمركية التي توفرها منطقة “طنجة المتوسط”، خصوصا القرب الجغرافي من الميناء، فضلا عن الرسوم الجمركية التفضيلية التي تمنحها الولايات المتحدة للمغرب (10%) مقارنة بتلك المفروضة على منتجات الاتحاد الأوروبي (20%).

- Ad -

وفي ظل هذه التحولات، عبر الاتحاد العمالي “CIG” عن خيبة أمله، متهما السلطات الإسبانية بالصمت والتقاعس،.. ومذكرا بوعود كانت قد قطعت لإنقاذ المنطقة من تداعيات إغلاق محطة “إنديسا” الحرارية. وبات سكان غاليسيا اليوم يرون مشروعهم الصناعي يتبخر تدريجيا،.. في وقت يتسارع فيه تحول المغرب إلى مركز جاذب للاستثمار الآسيوي في الصناعات المتقدمة.

قرار “سينتوري تاير” يلقي الضوء على التحولات الكبرى في خريطة التصنيع العالمية،.. حيث أضحى المغرب ينافس بقوة مناطق أوروبية، بفضل بنيته التحتية المتقدمة، وتسهيلاته الجمركية،.. وتوجهه الاستراتيجي نحو التصنيع الموجه للتصدير. أما المشروع الإسباني، فما يزال رهين الوعود،.. في انتظار ما إذا كانت الشركة ستعود لإحيائه أم تطوي صفحته نهائيا.

مقالات ذات صلة