وسط تصاعد القلق من أزمة في وفرة اللحوم الحمراء داخل الأسواق المغربية، كشفت الحكومة اليوم الثلاثاء عن أرقام كبيرة تتعلق بالاستيراد الخارجي، في محاولة لتفادي أي اضطراب في التزود، ولحماية القطيع الوطني من مزيد من الاستنزاف.
في هذا السياق، أعلن أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أن المغرب قام باستيراد ما يناهز 90 ألف رأس من الأبقار و238 ألف رأس من الأغنام، إلى جانب 1922 طنا من اللحوم والأحشاء خلال 2025.
هذا التوجه الاستيرادي، بحسب الوزير،.. يدخل في إطار خطة استباقية اعتمدتها الحكومة من أجل ضمان تزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء بشكل منتظم،.. والعمل على تخفيف الضغط المتزايد على القطيع الوطني، الذي يشهد تراجعا منذ سنوات بسبب الجفاف وارتفاع كلفة العلف.
وللتمكن من تنفيذ هذه الإجراءات دون عوائق مالية،.. أكدت الحكومة أنها قررت مواصلة تعليق كل من رسوم الاستيراد والضريبة على القيمة المضافة،.. سواء على الأبقار والعجول أو الأغنام والماعز والإبل، بالإضافة إلى لحوم الضأن والأبقار المستوردة.
في سياق متصل، أشار الوزير إلى استمرار منع ذبح إناث الأغنام والأبقار المخصصة للتوالد،.. وهو الإجراء الذي اتخذ بشراكة مع وزارة الداخلية للحفاظ على التوازن البيولوجي للقطيع المحلي وضمان استدامته.
ووفق المعطيات الرسمية، فإن هذه التدابير سمحت إلى حد كبير بكبح النزيف الذي كان يهدد القطيع،.. وساهمت في استقرار نسبي للأسعار في الأسواق،.. في انتظار حلول أكثر استدامة لقطاع اللحوم الذي يعاني من هشاشة بنيوية.