تراجعت أسعار النفط بشكل حاد لليوم الثاني على التوالي، في واحدة من أكبر الانتكاسات التي تشهدها أسواق الطاقة منذ أكثر من ثلاث سنوات، على خلفية التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتزامنا مع قرار مفاجئ من منظمة “أوبك+” بتقليص الإنتاج.
ففي مساء الجمعة، هبط سعر برميل برنت، المرجعي في الأسواق العالمية، إلى 65.58 دولارا لعقود يونيو، مسجلا خسارة بنسبة 6.5%، وهو أدنى مستوى منذ عام 2021. أما نظيره الأميركي West Texas Intermediate (WTI)، المخصص لعقود مايو، فقد تراجع بأكثر من 7.40% ليستقر عند 61.99 دولارا للبرميل.
ويعود هذا الانخفاض الحاد إلى رد الفعل الصيني على السياسات الحمائية التي تتبعها إدارة البيت الأبيض، حيث أعلنت بكين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الأميركية اعتبارا من 10 أبريل الجاري، في خطوة ردعية قد تعمق الأزمة التجارية المشتعلة بين البلدين.
ويبدو أن هذه الردود المتبادلة جاءت تتويجا لسلسلة من الإجراءات التصعيدية بدأت بفرض واشنطن لرسوم جمركية شاملة على شركائها التجاريين، ما أدى إلى تدهور العلاقات مع الصين التي أصبحت اليوم تواجه رسوما تصل في مجموعها إلى 54% على صادراتها نحو الولايات المتحدة.
وفي تطور متزامن، أعلنت منظمة “أوبك+” عبر بيان رسمي صدر يوم الخميس، عن خطتها لزيادة إنتاجها بمقدار 411 ألف برميل يوميا بدءا من ماي 2025. هذا القرار المفاجئ الذي لم تستوعبه الأسواق بعد، جاء ليزيد من حالة الغموض وعدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات.
ومنذ صباح الجمعة، تهاوت مؤشرات النفط وسط ذهول المستثمرين، في وقت تتضارب فيه التوقعات بشأن ما إذا كانت هذه الإجراءات ستؤدي إلى استقرار مؤقت أم إلى مزيد من الانهيار، خاصة في ظل هشاشة السوق الدولية وتذبذب السياسات النقدية والاقتصادية في كبريات الاقتصادات العالمية.