أطلقت شركة “لا ميريديونال” الفرنسية خطوة جديدة نحو تعزيز تواجدها في البحر الأبيض المتوسط من خلال شراء الباخرة “ماساليا”، التي تعتبر إضافة نوعية لأسطولها البحري. الشركة، التي تتخذ من مرسيليا مقرا لها وتندرج ضمن مجموعة CMA CGM، تهدف من هذه الخطوة إلى تحسين خدمات النقل البحري بينها وبين المغرب، خاصة على الخط الرابط بين مرسيليا وطنجة المتوسط.
الباخرة الجديدة، التي كانت تعرف سابقا باسم “نورماندي” ضمن أسطول Brittany Ferries، تتميز بقدرتها الاستيعابية الكبيرة، حيث تستطيع حمل ألف راكب، مما يعكس رغبة الشركة في تلبية الطلب المتزايد على هذا الخط البحري المهم. كما شهدت السفينة تحديثات ملحوظة على مستوى الخدمات، منها تزويدها باتصال إنترنت لاسلكي Wi-Fi، بالإضافة إلى مساحات خاصة بالأطفال والعائلات.
وقبل انطلاقها فعليا على الخطوط المتوسطية، خضعت “ماساليا” لعمليات تعديل تقنية واسعة لتتلاءم مع ظروف الملاحة في المتوسط، حيث لا توجد مد وجزر، على عكس المنطقة التي كانت تعمل فيها سابقا بين موانئ القنال الإنجليزي. التعديلات شملت أنظمة التحميل والتفريغ، وقد تم تنفيذها على مدى أربعة أسابيع في ورشات بحرية بمرسيليا.
الشركة استثمرت ما يقارب 4 ملايين يورو في هذه التحسينات، مما يعكس التزامها الاستراتيجي بتطوير شبكة خطوطها البحرية وتعزيز موقعها التنافسي في السوق. هذا الاستثمار يواكب خطتها لتوسيع خيارات النقل التجاري والركاب في البحر الأبيض المتوسط، مع التركيز على الربط بين أوروبا والمغرب.
“ماساليا” تأتي لتعوض السفينة “بيلاجوس” التي كانت تخدم الخطوط نحو المغرب، في وقت تستعد فيه “لا ميريديونال” لمواجهة تزايد الطلب على النقل البحري بين مرسيليا وطنجة المتوسط. ومع إدخال هذه السفينة الحديثة، تراهن الشركة على تقديم تجربة سفر محسنة تلبي احتياجات الركاب وتعزز من مكانة المغرب كبوابة استراتيجية تربط القارتين.