تسابق الشركة التركية “بايكار تكنولوجيز” الزمن لإتمام أشغال بناء مصنعها المتطور للطائرات بدون طيار بمدينة بنسليمان، في خطوة غير مسبوقة تؤشر على تحول نوعي في مسار التصنيع العسكري بالمغرب. ومن المنتظر أن تفتح الوحدة الصناعية أبوابها وتبدأ نشاطها الفعلي خلال العام المقبل 2026، لتصبح واحدة من أبرز المشاريع الدفاعية في القارة الإفريقية.
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هذا المصنع لن يكتفي بتجميع الطائرات التركية الشهيرة “بيرقدار TB2” التي سبق للمغرب أن اقتناها واختبرها ميدانيا، بل سيعمل على إنتاج جيل جديد من الطائرات بدون طيار بقدرات متطورة، تشمل تحسينات في المدى، والقدرة على التخفي، والذكاء الاصطناعي في أنظمة التسليح والمراقبة.
وحسب مصادر قريبة من المشروع، فإن الهدف لا يقتصر على تزويد القوات المسلحة الملكية بطائرات حديثة، بل يتعدى ذلك إلى بناء منظومة وطنية متكاملة قادرة على تصميم وصيانة وتطوير المعدات الدفاعية داخل التراب المغربي. وهو ما يمثل قفزة استراتيجية نحو الاستقلال التكنولوجي والعسكري للمملكة.
ويواكب هذا المشروع إعلانا آخر لا يقل أهمية، حيث تستعد الشركة الأمريكية “لوكهيد مارتن” لبناء وحدة صناعية في بنسليمان مخصصة لصيانة وتحديث طائرات F-16 وC-130 Hercules التابعة لسلاح الجو المغربي، في ما يبدو أنه تحول حقيقي للمدينة إلى قطب صناعي عسكري جديد يربط بين التكنولوجيا التركية والخبرة الأمريكية في مجال الطيران الدفاعي.
ويرى خبراء أن هذه المشاريع المتسارعة ستفتح أمام الشباب المغربي آفاقا واعدة في مجالات البحث والتكنولوجيا والابتكار الصناعي، كما ستضع المغرب ضمن قائمة الدول القليلة التي تجمع بين الإنتاج العسكري والتطوير المحلي في مجال الطائرات بدون طيار.
بهذه الخطوة، يؤكد المغرب مرة أخرى أنه يسير بثبات نحو بناء صناعة دفاعية مستقلة، قادرة على حماية سيادته وتطوير قدراته بذكاء ودون تبعية، في مشهد يرسخ موقعه كقوة تكنولوجية صاعدة في المنطقة.


