الأكثر مشاهدة

تراجع أسعار النفط مع زيادة إنتاج أوبك..فرصة لتعزيز المخزون الاستراتيجي للمغرب في 2025

عقد تحالف أوبك+ اجتماعا السبت شارك فيه ثماني دول كبرى منتجة للنفط منها السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان، حيث قرر زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يوميا اعتبارا من غشت 2025. جاء هذا القرار بناء على توقعات اقتصادية مستقرة نسبياً، ورغبة في دعم استقرار أسواق الطاقة.

ويأتي القرار في سياق “إعادة مرنة” تدريجية لتخفيضات طوعية كانت قد فرضت بداية من أبريل الماضي، بهدف تحقيق توازن بين العرض والطلب، مع منح مرونة للتحالف لإيقاف أو عكس الزيادة حسب تطورات السوق.

يرى الصمد ملاوي، أستاذ باحث وخبير دولي في علوم الطاقة بجامعة بني ملال، أن انخفاض أسعار النفط العالمي فرصة “استراتيجية وبالغة الأهمية” للمغرب خلال صيف 2025. وأوضح أن المغرب يمكنه استغلال زيادة الإنتاج لتدعيم مخزون الطوارئ الوطني بأسعار منخفضة، ما يعزز الاحتياطي الاستراتيجي ويؤمن مخزونا مريحا من الاحتياطات.

- Ad -

وأضاف أن تقليص فاتورة الطاقة من شأنه أن ينعكس إيجابيا على قطاعات الصناعة والاستهلاك المنزلي، كما يحسّن احتياطيات العملة الصعبة ويعزز توازن ميزان الأداءات. وبين أن انخفاض تكلفة الكهرباء والنقل سيسهم في دعم الميزانية العامة للمغرب، مع إمكان توجيه الفارق المالي لدعم قطاعات ذات أولوية وتقليل الاعتماد على الخارج.

تحقيق استقلالية طاقية سيادية بات أمرا ملحا للمغرب

توقعت سلمى صدقي، أستاذة الاقتصاد الدولي بجامعة ابن طفيل والمتخصصة في اقتصاديات الطاقة، أن زيادة الإنتاج المعلنة ليست كبيرة لكنها كافية لتقليص أسعار الطاقة عالميا ودعم استقرار الأسواق. وحذرت من مخاطر تجدد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خصوصاً بين إيران وإسرائيل، والتي قد تؤدي إلى قفزات جديدة في أسعار النفط.

وأشارت إلى أن اعتماد المغرب على استيراد أكثر من 90% من حاجياته الطاقية يجعل من انعكاس أي انخفاض في أسعار النفط على الواردات النفطية “أمرا إيجابيا حاسما” في تعزيز ميزان الأداءات وتوفير احتياطيات مريحة.

وأكدت أن ذلك ينعكس إيجابيا على القدرة الشرائية للمواطنين وتنشيط الاستهلاك المحلي.

شددت الأستاذة صدقي على أهمية التسريع في تنفيذ مشاريع الانتقال الطاقي نحو الطاقات المتجددة والخضراء لتحقيق المزيج الطاقي المنشود بحلول 2030، خاصة في ظل تقلبات الأسعار والعوامل الجيوسياسية العالمية.

وختمت بالتأكيد على أن تحقيق استقلالية طاقية سيادية بات أمرا ملحا للمغرب، بعدما برهنت الأحداث الدولية، مثل الحرب في أوكرانيا، على هشاشة الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة الخارجية.

مقالات ذات صلة