أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤسس “اتفاقيات أبراهام”، الجدل حول مسار التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بعد إعلانه أنه يتوقع انضمام دول جديدة قريبا إلى الاتفاقيات، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي وصف انضمامها بأنه سيكون “الخطوة المفصلية” التي قد تدفع دولا أخرى إلى السير في الاتجاه نفسه.
وفي مقابلة بثتها شبكة “فوكس بيزنس” اليوم الجمعة، قال ترامب: “آمل أن أرى السعودية تنضم، وآمل أن أرى دولا أخرى تنضم. أعتقد أنه عندما تنضم السعودية، سينضم الجميع”، مضيفا أنه أجرى “محادثات جيدة جدا” مع عدد من الدول التي أبدت استعدادها للانضمام إلى الاتفاقيات في وقت قريب.
وأوضح الرئيس الأمريكي السابق أن هذه المحادثات جرت خلال الأيام الأخيرة، وأنه يعتقد أن “الانضمام سيكون قريبا جدا”، في إشارة إلى تحركات دبلوماسية غير معلنة في الشرق الأوسط تهدف إلى إعادة إحياء الاتفاقيات التي أبرمت في عهده سنة 2020.
يذكر أن اتفاقيات أبراهام وقعت في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى، وجمعت إسرائيل بكل من الإمارات والبحرين، ثم تبعتهما المغرب الذي استأنف علاقاته الدبلوماسية مع تل أبيب بعد قطيعة دامت نحو عقدين، إضافة إلى السودان الذي أعلن انخراطه لاحقا في الاتفاق.
وفي سياق متصل، كشف ترامب أنه اجتمع في وقت سابق من هذا الأسبوع مع قادة مسلمين وأوروبيين في مصر لمناقشة مستقبل قطاع غزة، مشيرا إلى أن خطته لإنهاء الحرب هناك قد تشكل أساسا لتسوية سلمية أوسع في المنطقة.
ولم يكتف ترامب بالتعبير عن تفاؤله بتوسيع دائرة الاتفاقيات، بل ذهب أبعد من ذلك بطرحه فكرة “اتفاق سلام” بين إسرائيل وإيران، قائلا أمام الكنيست الإسرائيلي: “أعتقد أن إيران تريد اتفاقا كهذا، وسيكون ذلك أمرا رائعا”.
ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب تعكس رغبته في استعادة دوره في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في الولايات المتحدة، في وقت لا تزال فيه المنطقة تشهد توترات متزايدة بسبب الحرب في غزة وتعثر المساعي الدولية لتحقيق هدنة دائمة.


