في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت منصة هذه الوسائل ساحة للآراء والتعليقات السلبية والإيجابية على حد سواء. ومع ذلك، نجد أن بعض رواد هذه المواقع يستخدمونها للتشفي والتنكيل بالآخرين، خاصة في حالات مأسوية مثل قضية شيماء، الشابة المغربية التي وجدت ميتة في بوبنهاوزن بألمانيا.
شيماء، امرأة مغربية تبلغ من العمر 24 عاما، كانت قد اختارت الارتباط بأجنبي، مما أثار انتقادات واسعة من فئة من المغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز إلى التشفي والشماتة بعد وفاتها. البعض استغل مأساتها للتأكيد على آرائهم المسبقة تجاه العلاقات بين المغاربة والأجانب، مؤكدين على تحذيراتهم السابقة من مخاطر هذه العلاقات.
عائلة شيماء، التي تعيش حاليا واحدة من أصعب فترات حياتها، أطلقت حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت لإعادة جثمانها إلى المغرب. وقد تمكنت من جمع 7000 يورو، وهي التكلفة المقدرة لنقل الجثة إلى مسقط رأسها في الرباط. وفي هذا السياق، أعربت نورا، إحدى قريبات العائلة، عن عزمها استخدام الأموال التي تم جمعها لسداد القرض الذي حصلت عليه والدة شيماء وتغطية نفقات الجنازة في المغرب، مشيرة إلى أنهم ما زالوا يشعرون وكأنهم يعيشون كابوسا.
إقرأ أيضا: وفاة غامضة لممرضة مغربية في ألمانيا.. والدتها عاملة نظافة اقترضت لمساعدتها
الانتقادات والتعليقات السلبية التي تعرضت لها شيماء على وسائل التواصل الاجتماعي تبرز مدى قسوة بعض رواد هذه المواقع. فبدلا من تقديم الدعم والتعاطف مع العائلة المفجوعة، اختار البعض استغلال الموقف للتشهير والتشفي، مما يثير تساؤلات حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية.
جدير بالذكر أن الشرطة الألمانية فتحت تحقيقا لتوضيح ملابسات الحادث، ولم يتم القبض على أي مشتبه به حتى الآن. في الوقت ذاته، قدمت إدارة عيادة نارديني في زويبروكن، حيث كانت تعمل شيماء،.. تعازيها لفقدان “مقدمة الرعاية الملتزمة للغاية” والشخص الطيب الذي كانت عليه،.. مشيدين بتفانيها في عملها وجلبها النور والبهجة لحياة كل من حولها.