في خضم النقاشات حول توجهات المغرب المستقبلية في المجال العسكري، يبدو أن إبرام صفقات مقاتلات جديدة، وخصوصا رافال الفرنسية، قد لا يكون ضمن أولويات البلاد في السنوات القليلة المقبلة على عكس ما جاء في بعض التقارير الإعلامية. كما أشار أحد الخبراء في شؤون الدفاع الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن المغرب يعتمد نهجا يعتمد على ترتيب الأولويات حسب الظروف المحلية والإقليمية، وهو ما قد يؤخر أي صفقات ضخمة في هذا المجال على المدى القريب.
وحسب المتحدث، فإن المملكة لا تزال تنتظر استلام صفقة مقاتلات F-16 بلوك 72،.. وهي من أحدث الطرازات التي ستعزز القدرات الجوية للبلاد. مع وجود هذه الصفقة في الأفق، فمن غير المرجح أن يبادر المغرب إلى إبرام صفقات إضافية قبل مرور عدة سنوات على استلام هذه المقاتلات لاستيعابها وتقييم أدائها. ويقول الخبير أنه بالنظر إلى وضع سلاح الجو الجزائري المتهالك، فإن 48 مقاتلة حديثة من طراز F-16 بلوك 72/ فايبر، بالإضافة إلى الطائرات الأخرى الموجودة كالميراج والأف-5، تبدو كافية لتعزيز القوة الجوية المغربية في الوقت الحالي، لا سيما بعد التحسينات التي شهدتها أنظمة الدفاع الجوي مثل “باراك إم إكس”، “ميكا”، و”سكاي دراغون”.
ويضيف الخبير،.. أن المغرب يتبنى استراتيجية مالية مرنة تعتمد على تحويل الميزانيات بين القطاعات المختلفة حسب الحاجة. في ظل الاستقرار النسبي على الصعيد الإقليمي، ..يواجه المغرب تحديات أكبر مثل أزمة الجفاف ومشاريع تحلية المياه والسدود التي تستلزم تمويلا ضخما. كما أن المملكة تتطلع إلى استضافة كأس العالم وتطوير بنيتها التحتية من موانئ وسكك حديدية ومشاريع طاقة وطرق،.. ما يعزز فكرة تأجيل الصفقات العسكرية الضخمة والاكتفاء بصفقات متوسطة الحجم.
رافال الفرنسية ليست أولوية
بناء على هذه العوامل، يبدو أن تركيز المغرب سيظل منصبا على التنمية الاقتصادية وتلبية الاحتياجات الأساسية،.. مع الحفاظ على قدراته الدفاعية المتطورة. ويرجح الخبير أن الأولوية بالنسبة للقوات المسلحة المغربية، هو تعزيز قواته البرية بناقلات جند مصفحة،.. ومصفحات مرافقة لدبابات أبرامز، إضافة إلى تعزيز البحرية الملكية بكورفيتات. والقوات الجوية بطائرات استطلاع وحرب إلكترونية، وطائرات نقل وتزود بالوقود. مشيرا إلى أن كل هذا ينبغي أن يحظى بالأولوية قبل التفكير في اقتناء مقاتلة على غرار رافال الفرنسية.