بعيدا عن الأضواء، وفي جلسة وصفت بالسريعة لكنها حاسمة، دفن المدرب الفرنسي هيرفي رونار خلافا عكر صفو علاقته بالنجم المغربي حكيم زياش. خمس دقائق فقط من الحديث الصريح، أعادت المياه إلى مجاريها بين الرجلين، وأنقذت المغرب من خسارة أحد أعمدته الكروية.
رونار، وفي ظهور إعلامي عبر بودكاست “الكرة الإفريقية” الذي تبثه صحيفة ليكيب الفرنسية، كشف لأول مرة تفاصيل الصراع الذي نشب بينه وبين زياش، معترفا بوجود توتر وسوء تفاهم امتد لأشهر، وأنه يتحمل جزءا من المسؤولية.
بداية الخلاف.. إصابة وسوء ظن
القصة تعود إلى سنة 2016، حينما كان زياش يتألق رفقة أياكس أمستردام. استدعي للمنتخب، ثم تعرض لإصابة جعلته يغيب عن مباراة مع “الأسود”، لكنه عاد بعدها بأيام قليلة للمشاركة مع ناديه. تلك الواقعة أثارت شكوك الطاقم التقني بقيادة رونار، الذي اعتبر أن اللاعب ربما تحجج للإفلات من الالتزامات الدولية.
رونار قال بصراحة: “كنت متصلبا في موقفي. سواء كنت مخطئا أو محقا، لم يعد ذلك مهما”، مضيفا أن الأمر لم يكن أكثر من “سوء تواصل”.
الخلاف كاد أن يتحول إلى قطيعة نهائية، خصوصا بعدما تم استبعاد زياش من قائمة المنتخب خلال كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون. اللاعب شعر بالإقصاء، والمدرب برر قراره آنذاك بصعوبة التواصل مع زياش. التوتر كان في أوجه، والمخاوف بدأت تتسرب من إمكانية ضياع موهبة استثنائية.
لكن هنا تدخل فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لينظم لقاء سريا في أمستردام بعد البطولة، جمع فيه بين الطرفين، وسط أجواء من المكاشفة.
خمس دقائق… غيرت كل شيء
المدرب الفرنسي روى: “استمعت إلى زياش، وتحدثنا بكل صراحة. الأمر كان بسيطا أكثر مما تخيلت. خلال خمس دقائق، تم تجاوز كل شيء”. اللقاء تحول إلى نقطة تحول في علاقة زياش بالمنتخب، حيث استعاد مكانته سريعا، وشارك لاحقا في تصفيات مونديال 2018، بل أصبح من ركائز المنتخب لسنوات لاحقة.
رونار اعترف في حديثه بأنه لا يستطيع العمل في أجواء مشحونة. “أنا بحاجة إلى بيئة من الحب والاحترام. كرة القدم رياضة جماعية، ولا يمكن تحقيق النجاح وسط التوتر”، قالها بنبرة فيها كثير من الدروس.