أثارت الزيارة المؤثرة التي قام بها الناشط ناصر الزفزافي إلى والده المريض أحمد الزفزافي، يوم أمس بمدينة الحسيمة، تفاعلا واسعا بين المواطنين، بعد أن استجابت المندوبية العامة لإدارة السجون لطلب إنساني يهدف إلى تمكين الابن من رؤية والده الذي يصارع مرض السرطان في إحدى المصحات الخاصة بالمدينة.
هذه اللحظة المؤثرة، التي اختلطت فيها دموع العائلة بأمل اللقاء، شكلت شرارة جديدة أعادت فتح النقاش الشعبي حول معتقلي حراك الريف، لكنها في الوقت نفسه رفعت منسوب الدعاء والمناشدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، المعروف بقراراته الإنسانية واستجابته الدائمة لنبض شعبه.
فقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاءات للنداء، حيث كتب مئات المواطنين رسائل مفتوحة تطلب من جلالته، بكل توقير ومحبة، أن يخص هذا الملف بعنايته السامية، وأن يفتح فيه نافذة أمل من خلال عفو ملكي يطوي سنوات من الألم، ويمنح للعائلات دفء اللقاء من جديد.
النداءات الشعبية، التي غصت بها منصات الفيسبوك وتويتر، استحضرت مواقف جلالة الملك في العديد من المحطات، مؤكدين أنه “صاحب القلب الكبير”، و”رمز التلاحم بين العرش والشعب”، مستبشرين بأن هذه الزيارة قد تكون بداية تحول في مسار قضية طال انتظار حلها.
عائلة الزفزافي بدورها، ثمنت خطوة السماح بالزيارة، واعتبرتها بادرة نبيلة من السلطات، مؤكدة أن اللقاء ترك أثرا لا ينسى في نفس الوالد، الذي يعيش لحظات دقيقة في صراعه مع المرض.
وفي الوقت الذي تواصل فيه هيئات حقوقية وسياسية دعواتها لإيجاد تسوية عادلة لملف معتقلي الريف، تتجه الأنظار صوب المؤسسة الملكية، باعتبارها الضامن الأول للتماسك الوطني والحاضن لمطالب العدالة والمصالحة، في ظل ما أبداه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله من حكمة وحنكة ورؤية استباقية في مختلف القضايا ذات الحساسية الاجتماعية.