تقترب أشغال بناء سد “غيس” بإقليم الحسيمة من إسدال الستار، بعدما بلغت نسبة الإنجاز رقما مذهلا قدر بـ99.8%، ما يشير إلى قرب ولادة واحدة من أكبر المنشآت المائية في شمال المملكة.
في خطوةٍ جريئة ومفاجئة، تمكنت الفرق التقنية والهندسية من تقليص مدة الإنجاز بما يقارب تسعة أشهر عن الجدول الزمني المقرر، وهو ما يعكس عزما وطنيا لا يلين على مواجهة التحديات وتسريع وتيرة الإنجاز، تماشيا مع الرؤية الملكية السامية التي جعلت من الأمن المائي أولوية استراتيجية.
بسعة تخزينية تلامس 93 مليون متر مكعب، لا يقف سد “غيس” عند حدود كونه منشأة مائية،.. بل يتحول إلى شريان حياة نابض يعيد توزيع المياه في منطقة كانت تعاني من نقص حاد. فالمشروع يأتي ليضمن تزويد سكان الإقليم بمياه الشرب، ويعزز أنشطة الري لدعم الفلاحة المحلية، مما يشكل ركيزة أساسية للأمن الغذائي.
لكن دوره لا يقف عند هذا الحد،.. إذ أن سد “غيس” سيكون بمثابة حاجز أمان طبيعي ضد مخاطر الفيضانات التي كانت تجتاح المناطق المجاورة خلال مواسم التساقطات الغزيرة،.. عبر تنظيم جريان المياه واحتجازها بشكل آمن ومنظم.
سد “غيس” ليس مجرد مشروع منفرد، بل هو لبنة في صرح البرنامج الوطني الطموح لبناء 16 سدا كبيرا،.. الذي يجسد الرؤية الملكية لمواجهة تقلبات المناخ والتغيرات البيئية،.. وضمان استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة. ومع اقتراب لحظة التشغيل،.. بات المشروع بانتظار قرار رسمي من المصالح المركزية لإعلان دخوله حيز الخدمة.