في حادث مؤلم وقع في حي أندرلخت بالعاصمة البلجيكية بروكسل، تحدى الشاب المغربي يونس أغورام النيران بشجاعة لإنقاذ جيرانه، متجاهلا مخاطره الشخصية رغم وضعه الصعب كمهاجر غير نظامي بلا مأوى. الشاب البالغ من العمر 20 عاما، لم يتردد في التسلق إلى شرفة الشقة المحترقة في ساعة متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة، ليقدم يد العون لمن حاصرهم اللهب والدخان.
يروي يونس لـ”صحيفة لا ديرنيير أور” البلجيكية تفاصيل اللحظات العصيبة قائلا: “لقد احترقت يداي وأنا أمسك بالسياج الساخن بسبب النار”. ورغم ذلك، تمكن من المساعدة في إخراج أحد الأشخاص من نافذته، فيما لجأ آخرون إلى القفز من الشرفة، مما ساعدهم على النجاة بفضل البساط الأخضر الخاص بأحد المحلات الذي خفف من أثر السقوط.
ونتج عن هذه الشجاعة الفائقة إصابة يونس بحروق مؤلمة في يديه وكسور في أحد أصابعه، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العناية اللازمة. ويعيش يونس، الذي لا يملك أوراق إقامة، على دعم إحدى الجمعيات في بروكسل، ورغم أن نيته لم تكن السعي للحصول على وضع قانوني من هذا العمل البطولي، إلا أن صديقه عبر عن أمنيته في أن يستحق بذلك أوراق الإقامة القانونية.
عند وصول فرق الإنقاذ، تمكنوا من إنقاذ ضحايا كانوا عالقين في المبنى، أحدهم على السطح وآخر في الطابق الثالث، كما أنقذ اثنان آخران من الطابق الأول ومدخل شقة في الطابق الثالث. ومع ذلك، كشفت عمليات البحث عن ثلاثة جثث، تعرف بأنها تعود لامرأتين وطفل، حيث يعتقد أنهم حاولوا الفرار عبر الدرج الذي غمرته ألسنة اللهب والدخان.
وتواصل السلطات البلجيكية تحقيقاتها للكشف عن أسباب هذا الحريق المأساوي، وسط تضامن شعبي كبير مع الشاب المغربي الذي أثبت شجاعة لافتة، حتى في مواجهة المصاعب التي تفرضها ظروفه كلاجئ.