في عمر لا يتجاوز الأربعة عشر عاما، أبدع صهيب امعمران في حل أعقد المسائل الرياضية بلمسة من أصابعه، محققا إنجازات تبهر الجميع. هذا الشاب النابغة، الذي يقطن في جماعة بودينار بإقليم الدريوش في الريف الشرقي للمملكة، يتقن الرياضيات والفيزياء ولغات البرمجة بمهارة تفوق قدرات الكثيرين من أقرانه بل وحتى بعض الأكاديميين.
كشف صهيب عن اهتماماته الفريدة منذ سن مبكرة،.. حيث قال: “منذ صغري وأنا مهتم بالهندسة الريمانية والطوبولوجيا الهندسية والهندسة الجبرية والتحليل الرياضي”. أظهر صهيب موهبة استثنائية جعلته يبدو كما لو كان “سابقا لعصره”،.. وفقا لما قاله أساتذته الذين لم يستطيعوا إخفاء إعجابهم بعبقريته.
ويتذكر أستاذ الرياضيات الخاص به تلك اللحظة الأولى التي اكتشف فيها موهبته قائلا: “اكتشفت عبقرية الشاب صهيب خلال جلستي الأولى معه”.
على عكس زملائه في المدرسة، كان صهيب يعيش في عالمه الخاص، مستثمرا معظم وقته في البحث والتعلم. يقول والده: “لم يكن صهيب يحب إضاعة وقته في اللعب، بل كان يفضل استغلاله في التعلم”. فوجئ معلمه بمدى إلمامه بمواضيع تدرس للطلاب في الأقسام التحضيرية مثل سلسلة فورييه والتكامل المتعدد،.. حيث قال صهيب إنه كان على دراية بها منذ الصف الخامس.
إلى جانب تفوقه في الرياضيات، يتمتع صهيب بمهارات متميزة في البرمجة،.. حيث يعرف عشر لغات برمجة ويتقن اثنتين منها. اليوم، يطمح صهيب للالتحاق بمدرسة مرموقة لصقل موهبته بشكل أكبر.
وقد أكد مسؤول تنفيذي بوزارة التربية والتعليم أنهم يعملون على توفير الرعاية اللازمة لصهيب في مدرسة الريادة الثانوية، قائلا: “همنا أن تتم مراقبته ودعمه في إطار دراساته العليا”.
تظل قصة صهيب امعمران مثالا حيا على العبقرية التي تنمو في أرجاء المملكة،.. وتبرز أهمية دعم ورعاية المواهب الشابة التي يمكن أن تحدث فارقا كبيرا في المستقبل.