كان ممر البرانس في قلب الدار البيضاء أحد أبرز وجهات التسوق التي اعتاد سكان المدينة التوجه إليها خلال المناسبات والأعياد، خاصة نهاية السنة. عرف هذا الشارع بحركيته وزخمه، حيث كانت المحلات التجارية تزدهر بالعروض، والزبائن يتدفقون بلا انقطاع. غير أن هذا الماضي الذهبي أصبح اليوم ذكرى بعيدة، تاركا وراءه ممرا يفتقد لجاذبيته السابقة.
رغم بقاء المحلات التجارية في مواقعها، إلا أن الوهج الذي كان يميز الممر في السبعينيات والثمانينيات قد تلاشى بحلول 2024. ويعود هذا التراجع إلى أسباب عديدة، أبرزها مشاريع إعادة التهيئة التي لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب، فضلا عن توقف الأشغال لفترات طويلة، ما أفسد جمالية المكان وأثر على حركة السكان والزوار.
يقول أحد التجار القدامى:
“كنا من أبرز التجار، والناس كانوا يأتون من كل مكان، لكن اليوم نعاني من الركود التجاري. الممر فقد رونقه، وحتى العروض والتخفيضات لم تعد تجذب الزبائن كما كانت في السابق.”
افتقار الممر لخطط تنشيط تجارية واضحة ساهم في فقدان الاهتمام. كانت المعارض والمهرجانات تنعش المكان سابقا، لكن اليوم، يقتصر الحضور على عدد محدود من المارة الذين يمرون دون توقف عند المحلات.
التجار يشيرون أيضا إلى مشاكل إضافية، منها تأثير مشاريع الترامواي التي أربكت حركة المرور والركاب، مما زاد من تعقيد الوضع.
رغم الأزمة، يحاول التجار التمسك بالأمل. تجرى محاولات لتحفيز الزبائن من خلال تخفيضات على السلع الشتوية، استعدادا للموسم الربيعي. ومع ذلك، يقر العديد من التجار بأن الحركة التجارية ضعيفة للغاية مقارنة بالأعوام الماضية، ما دفع البعض للتفكير جديا في إغلاق محلاتهم.
في نهاية ممر البرانس، لا يزال مجسم الرئتين قائما كرمز للحياة النابضة التي كان يتميز بها المكان. لكن هذا المجسم اليوم يعكس حالة ممر اختنق بالإهمال. يبقى الأمل معلقا على مبادرات تعيد الحياة إلى هذا الشارع، ليستعيد مكانته كوجهة مفضلة لسكان الدار البيضاء،.. ومركزا للتسوق ينبض بالحيوية كما كان في الماضي.