يبدأ صباح العيد في الدار البيضاء بحركة نابضة بالحياة، حيث تعم الفرحة شوارع المدينة وتكتسي الأحياء أبهى حللها. بعد أداء صلاة العيد، تنطلق العائلات في جولات تملؤها الألفة والمودة، متنقلة بين منازل الأقارب والأصدقاء لتبادل التهاني ومشاركة لحظات دافئة من الفرح والاحتفاء.
في أحياء المدينة، تفوح روائح الحلويات التقليدية، بينما تعلو ضحكات الأطفال الذين يتباهون بملابسهم الجديدة، حاملين بين أيديهم هدايا العيد والنقود التي يجود بها الأقارب كعادة موروثة تزيد العيد بهجة.
لكن العيد في الدار البيضاء لا يقتصر على التجمعات العائلية، فمع تقدم النهار، تبدأ العائلات بالخروج إلى المساحات المفتوحة، بحثا عن لحظات استرخاء بعيدا عن زحام المدينة. الحدائق العامة مثل منتزه الجامعة العربية وساحة الراشيدي تتحول إلى ملاذات خضراء، حيث يستمتع الصغار باللهو بينما يستلقي الكبار تحت ظلال الأشجار، يراقبون المشهد الذي يعكس روح الاحتفال الجماعي.
إقرأ أيضا: سلامتكم أولا.. توصيات عاجلة من “الطرق السيارة” لعطلة العيد
الممشى الساحلي على طول كورنيش عين الذئاب يصبح وجهة مفضلة لعشاق الرياضة والتنزه، حيث يتوافد المواطنون لممارسة الجري أو ركوب الدراجات وسط نسمات البحر العليلة. أما المقاهي المطلة على المحيط، فتزدحم بروادها الذين يفضلون الاستمتاع بجلسة هادئة، يحتسون الشاي المغربي ويتبادلون الأحاديث في أجواء من الراحة والسعادة.
وفي ظل هذه الحيوية التي تعرفها المدينة، تسعى جماعة الدار البيضاء إلى تعزيز جودة الحياة الحضرية من خلال تحسين الفضاءات الترفيهية وتوسيع المساحات الخضراء. وتضم المدينة اليوم أكثر من 130 هكتارا من الحدائق والمتنزهات، في محاولة لموازنة التوسع العمراني مع الحاجة إلى بيئة مستدامة.