تألقت الرباط، يوم الثلاثاء، كعاصمة للدبلوماسية متعددة الأطراف، باحتضانها الدورة الخامسة من اجتماع “التحالف العالمي من أجل تفعيل حل الدولتين”، في لحظة فارقة من تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحت شعار لافت: “الحفاظ على دينامية السلام: دروس مستفادة، نجاحات، وآفاق”.
الاجتماع، الذي تنظمه المملكة المغربية بشراكة مع مملكة هولندا، جمع أكثر من خمسين وفدا يمثلون دولا ومنظمات دولية معنية بمسار السلام في الشرق الأوسط. وتناول الحاضرون عددا من المحاور الحساسة، من بينها تقييم الوضع الراهن لجهود السلام، واستعراض النجاحات السابقة، ووضع خطوات عملية مدعومة بجدولة زمنية واضحة لإعادة إحياء خيار الدولتين.
وعلى امتداد ثلاث جلسات محورية، ركز المؤتمر على تأثير المسارات السلمية السابقة، ودعم البنيات المؤسساتية للدولة الفلسطينية المنشودة، إلى جانب التأسيس لاقتصاد فلسطيني مستدام يشكل ركيزة أساسية لأي حل نهائي.
وقد شكل هذا الاجتماع أرضية لصياغة توصيات سياسية واقعية، تهدف إلى تقوية الجهود الدبلوماسية، وبناء ظروف مناسبة لتفعيل حل الدولتين، في أفق طرح مخرجاته ضمن المؤتمر الدولي رفيع المستوى الذي تستعد الأمم المتحدة لتنظيمه بنيويورك شهر يونيو المقبل.
التحالف، الذي انطلق على هامش الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024، كان قد سبق له عقد لقاءات بكل من الرياض وبروكسيل وأوسلو والقاهرة، قبل أن يحط الرحال بالمغرب، في لحظة تبرز وزن الرباط كوسيط نزيه وداعم فعلي للاستقرار في المنطقة.