شهد ميناء الدار البيضاء اليوم شللا شبه تام بسبب الإضراب الواسع الذي نفذته شاحنات الوزن الثقيل، احتجاجا على القيود المرورية المفروضة داخل المدينة، والتي يعتبرها السائقون عائقا أمام ممارسة نشاطهم المهني.
الإضراب الذي دعت إليه نحو 19 هيئة تمثل قطاع النقل، لقي استجابة كبيرة، حيث وصلت نسبة المشاركة داخـل الميناء إلى 85%، فيما بلغت خارج الميناء نحو 75%. كما حظي بدعم مهنيي النقل القادمين من مدن أخرى مثل الجديدة وآزمور، ما أدى إلى شلل شبه كامل في مداخل المدينة.
وأفاد السائقون المضربون بأنهم يعانون يوميا من إجراءات المنع المتكررة التي تشمل مناطق مختلفة من الدار البيضاء، مثل المرصى، سيدي مومن، سوق الدجاج، عين السبع، وسيدي البرنوصي، حيث يجدون أنفسهم أمام عراقيل تحول دون تسليم البضائع في مواعيدها.
وأشار المحتجون إلى أن تطبيق هذه القيود دون إيجاد بدائل مناسبة أدى إلى تفاقم الأزمة، إذ بات السائقون مجبرين على البحث عن مسارات بديلة تستغرق وقتا أطول، ما ينعكس سلبا على تكلفة النقل، وبالتالي على الأسعار التي يتحملها المستهلك النهائي.
إقرأ أيضا: إضراب يلوح في الأفق.. قطاع النقل يحتج على قرارات منع الشاحنات بالبيضاء
وأكد المهنيون أنهم لا يرفضون تنظيم المرور، لكنهم يطالبون بحلول واقعية،.. مثل تخصيص مسارات خاصة لشاحنات الوزن الثقيل أو إيجاد مناطق عبور مناسبة،.. بدل إجبارهم على التنقل لمسافات طويلة خارج المدينة، مما يزيد من الأعباء المالية ويهدد استقرارهم المهني والاجتماعي.
وفي ظل هذا الاحتقان، يترقب المهنيون تفاعل السلطات مع مطالبهم،.. وسط تخوف من تصعيد أكبر قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع في سلاسل التوريد داخل العاصمة الاقتصادية.