في تطور جديد يحمل في طياته الكثير من الأبعاد السياسية والدبلوماسية، علقت الأمم المتحدة على قرار فرنسا بالاعتراف بمغربية الصحراء. وعلى لسان ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الأممي، أعلنت المنظمة أنها تابعت التقارير المتعلقة برسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس. هذه الرسالة، التي تضمنت تأكيد دعم فرنسا الثابت لسيادة المغرب على صحرائه، واعتبار مخطط الحكم الذاتي الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي.
تأكيد الأمم المتحدة على نهجها
أكد دوجاريك أن الأمم المتحدة ستواصل جهودها في ملف الصحراء وفقا لقرارات مجلس الأمن. هذا الموقف يأتي في سياق استمرار المنظمة الدولية في محاولاتها لإيجاد حل سلمي ومستدام للنزاع المستمر منذ عقود. وتجدد الأمم المتحدة، على لسان دوجاريك، عزمها على مواصلة جهودها في هذا الملف الشائك، دون الانحياز لأي طرف، بما يعكس التزامها بالحياد والشرعية الدولية.
وفي خطوة لافتة للنظر، تجاهل المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الأممي سؤالا حول قرار الجزائر بسحب سفيرها من فرنسا بأثر فوري، وذلك ردا على قرار باريس بالاعتراف بمغربية الصحراء ودعم مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في العام 2007. هذا التجاهل يعكس ربما حرص الأمم المتحدة على عدم الانزلاق في جدالات قد تعقد من مهمة الوساطة التي تقوم بها.
الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي،.. إيمانويل ماكرون، للملك محمد السادس تأتي في سياق الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد. أكد ماكرون في رسالته أن “حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”،.. مشيرا إلى ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية،.. التي وصفها بأنها مرتبطة بالأمن القومي للمملكة المغربية. كما أكد أن فرنسا تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي.
اقرأ أيضا:خطوة ماكرون حكيمة ومطلوبة لدعم استقلال القبائل عن الجزائر
قرار فرنسا أثار ردود فعل متباينة على الصعيد الدولي. ففي الوقت الذي استقبلت فيه الرباط هذا الاعتراف بترحاب كبير،.. معتبرة إياه انتصارا دبلوماسيا،.. جاء رد الجزائر سريعا وغاضبا، مع إعلانها سحب سفيرها من باريس. هذا التصعيد الجزائري قد يحمل في طياته مزيدا من التوترات في المنطقة، ويضع تحديات جديدة أمام الجهود الدولية لحل النزاع.