استفاقت شريحة واسعة من سكان مدينة الدار البيضاء على وقع خيبة أمل جديدة، بعدما تبخرت آمالهم في تحسن خدمات الماء والكهرباء عقب انتقال تدبير هذا القطاع الحيوي من شركة “ليديك” إلى الشركة الجهوية متعددة الخدمات “SRM” بجهة الدار البيضاء-سطات، والتي شرعت فعليا في مزاولة مهامها قبل أشهر.
ورغم هذا التغيير المؤسسي، لم يتغير شيء على مستوى جيوب المواطنين، بل على العكس، عبر عدد من سكان المدينة عن غضبهم واستغرابهم من استمرار ارتفاع فواتير الاستهلاك بشكل مبالغ فيه، دون أن يوازيه أي تحسن في جودة الخدمات المقدمة أو توضيح رسمي لطرق احتساب الأسعار.
“الوجع لم يتغير.. فقط تغير الاسم”، هكذا عبر أحد المتضررين، وهو يصف انتقال المهام من “ليديك” إلى “SRM” بالتحول الشكلي الذي لم يحمل أي حلول عملية لأزمة خانقة تؤثر يوميا على ميزانيات الأسر، خصوصا ذات الدخل المحدود.
ما زاد من حدة السخط هو غياب التواصل الواضح من طرف الشركة الجهوية الجديدة،.. والتي لم تبادر إلى شرح كيفية إعداد الفواتير أو ما إذا كانت هناك مراجعة مرتقبة للأسعار،.. مما فسح المجال أمام التأويلات، وأطلق دعوات متزايدة من السكان بضرورة فتح تحقيق نزيه في بنية الفوترة،.. وإعادة تقييم نمط التسعير بما يراعي القدرة الشرائية للبيضاويين.
ويأتي هذا الجدل في ظل أوضاع اجتماعية خانقة تعيشها العديد من الأسر،.. التي وجدت نفسها عالقة بين الغلاء وغياب البدائل. فبين أمل التغيير وإحباط الواقع،.. يتحول ملف الماء والكهرباء بالدار البيضاء إلى أحد أبرز النقاط السوداء التي تؤرق الساكنة،.. وتستدعي تدخلا عاجلا لإعادة الثقة، وربط أي إصلاح حقيقي بمبادئ الشفافية والعدالة الاجتماعية.