الأكثر مشاهدة

التنمر اللفظي والجسدي يغزو المدارس المغربية

في تقرير للمجلس الأعلى للتربية والتكوين حول “المساواة بين الجنسين في وفي إطار المنظومة التربوية”، تم تسليط الضوء على واقع التنمر اللفظي في المدارس المغربية، وتأثيره على الفتيات والفتيان على حد سواء. وأوضح التقرير أن العنف اللفظي يمارس في مختلف المستويات الدراسية، مع تفاوت بين الجنسين في معدل التعرض لهذه الظاهرة.

في المرحلة الابتدائية، أشارت نحو 10.3% من الفتيات إلى تعرضهن للشتائم بشكل متكرر، بينما كانت النسبة أعلى لدى الفتيان، حيث بلغت حوالي 12.4%. هذا التفاوت في نسبة التعرض للعنف اللفظي يعكس اختلافا في تجارب الأطفال بين الجنسين داخل البيئة المدرسية.

أما في المرحلة الثانوية، فقد أورد التقرير أن الفتيان هم الأكثر تعرضا للتنابز بالألقاب والشتائم بشكل متكرر مقارنة بالفتيات، مما يشير إلى استمرار ظاهرة السخرية بينهم وتفاقمها مع تقدمهم في العمر.

أظهر تقرير حديث للمجلس الأعلى للتربية والتكوين حول “المساواة بين الجنسين في المنظومة التعليمية”، أن العنف اللفظي والبدني يشكلان تهديدا يوميا للأطفال في المدارس المغربية،.. حيث تتنوع أشكال التنمر بين السخرية والتنابز بالألقاب والإقصاء الاجتماعي. وتكشف المعطيات أن هذه الممارسات لا تتوقف عند نوع معين؛ إذ يعتبر الفتيان والفتيات ضحايا، وأحيانا مرتكبين، لأعمال عنف متنوعة في مختلف المراحل الدراسية.

كيف يؤثر التنمر اللفظي على سلامة التلاميذ؟

في المرحلة الابتدائية، تفيد البيانات بأن 10.3% من الفتيات و12.4% من الفتيان يتعرضون للتنمر اللفظي. وتتنوع أسباب السخرية بين الأطفال، فقد ترتبط بشكل أساسي بالمظهر الجسدي، أو نوع الملابس، أو أداء الواجبات، مع تفاوت بسيط في الأسباب بين الجنسين. أما في المرحلة الثانوية، فالعنف اللفظي يتخذ أشكالا أخرى؛ حيث يكثر التنابز بالألقاب بين الفتيان، وتتعرض الفتيات بشكل أكبر للإقصاء الاجتماعي، حيث أكدت 15.7% منهن ذلك مقارنة بـ14% من الفتيان.

الدراسة أظهرت كذلك أن السخرية تتجاوز الظواهر السطحية لتشمل جوانب تتعلق بالسمات الشخصية للضحية، كالمظهر والقدرات الفكرية والجسدية،.. وأصول الوالدين، والوضع الاجتماعي والمالي. وفيما يخص مرتكبي التنمر، توضح الدراسة أن غالبية المعتدين في المرحلة الابتدائية هم من الفتيان،.. حيث أشار 50% من التلاميذ إلى تعرضهم للتنمر من ولد أو مجموعة من الأولاد من نفس مدرستهم. وتفيد 45.1% من الفتيات في المدارس الابتدائية بأنهن كن ضحايا للتنمر من قبل أولاد،.. بينما تبلغ نسبة الفتيان الذين تعرضوا للتنمر من فتيات 13.3%.

أما العنف الجسدي،.. فقد اتضح أن الفتيان أكثر تعرضا له مقارنة بالفتيات، سواء كان ذلك في المرحلة الابتدائية أو الثانوية. في الابتدائية، أشارت 9.2% من الفتيات إلى تعرضهن للضرب المتكرر،.. بينما ترتفع النسبة إلى 13.2% بين الفتيان. وفيما يتعلق بالتلاميذ الذين تعرضوا للدفع أو الضرب خمس مرات أو أكثر في المرحلة الثانوية،.. بلغت النسبة 8.3% للفتيان و5.1% للفتيات.

إقرا أيضا :الأطباء الداخليين والمقيمين يدخلون في إضراب لمدة ثلاثة أيام

تعد الإحصاءات حول مرتكبي العنف الجسدي صادمة،.. حيث أن معظم المعتدين هم من زملاء الضحايا من نفس المؤسسة،.. سواء كانوا فردا أو جماعة، ولكن اللافت للنظر هو أن بعض المدرسين يتورطون أيضا في هذه الأفعال؛ فقد أفاد 56.6% من التلاميذ بأنهم تعرضوا للضرب من قبل أحد أعضاء هيئة التدريس.

مقالات ذات صلة