مع بدء منافسات السباحة في أولمبياد باريس، لفتت الأنظار ظهور هالات سوداء “الحجامة” على أجساد العديد من الرياضيين أثناء الغوص في حوض السباحة. هذه الظاهرة ليست جديدة، حيث سبق أن شوهدت علامات مشابهة على السباح الأسطوري مايكل فيلبس خلال مشاركته في أولمبياد 2016، وكذلك على السباح الأسترالي كايل تشالمرز في طوكيو قبل ثلاث سنوات.

تأتي هذه العلامات نتيجة لعلاج يعرف بالحجامة، وهو تقليد طبي قديم له جذور في الثقافات الآسيوية والشرق أوسطية. يعتقد أن الحجـامة تساعد في تخفيف توتر العضلات وزيادة الدورة الدموية، على الرغم من أن الأدلة العلمية حول فوائدها ليست واضحة تماما.
والحجامة هي نوع من العلاج يتم فيه استخدام أكواب بلاستيكية أو سيراميكية أو خزفية أو زجاجية لخلق شفط على الجلد. يتم إنشاء ضغط داخل الكوب لسحب الجلد وتعزيز تدفق الدم إلى المنطقة المعالجة. هناك نوع آخر يعرف بالحجـامة الرطبة، حيث يتم استخدام شفط أقل ثم يتم إحداث جروح صغيرة في الجلد لسحب كمية صغيرة من الدم.
تاريخ الحجامة
لقد كانت الحجـامة شائعة في عدة ثقافات بما في ذلك الصين ومصر والشرق الأوسط، وتعود ممارستها إلى آلاف السنين. ورغم قدمها، فقد اكتسبت شعبية واسعة في العصر الحديث بفضل استخدامها من قبل المشاهير والرياضيين، مما ساهم في انتشارها عالميا.
تترك الحجـامة علامات داكنة نتيجة لسحب السوائل إلى سطح الجلد، مما يؤدي إلى كسر الأوعية الدموية تحت الجلد، مشابهة للكدمات. هذه العلامات كانت محور اهتمام وسائل الإعلام خلال أولمبياد ريو 2016 عندما ظهرت على جسد فيلبس، الذي اعترف بأنه استخدم الحجامة لفترة طويلة قبل المنافسات.
الفوائد العلمية للحجامة
تظل الفوائد العلمية للحجـامة موضوع جدل. وفقا لكلية الطب بجامعة هارفارد،.. فإن الأدلة المتاحة غير كافية للتوصل إلى استنتاجات قاطعة، ويرجع ذلك إلى عدم وجود دراسات تعتمد على العلاج الوهمي. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات المحدودة إلى أن الحجامة قد توفر بعض الراحة لألم الرقبة أو الظهر.
تستمر الحجامة في جذب انتباه الرياضيين الذين يبحثون عن طرق بديلة لتعزيز أدائهم وتخفيف الآلام. ومع ظهور علامات الحجامة في أولمبياد باريس، تظل هذه الممارسة موضوعا مثيرا للجدل والاهتمام،.. مما يدفع المزيد من الناس لاستكشاف فوائدها المحتملة والتساؤل عن جدواها الفعلية في تحسين الأداء الرياضي.