شكلت الفترة الزاهية التي تمر بها العلاقات الإسبانية المغربية، والتي تعززت بالتنظيم المشترك لكأس العالم الثلاثي 2030، فرصة ثمينة لتعزيز وتوسيع وتسريع الاتفاقيات المتعددة والمتنوعة والشاملة لجميع القطاعات الاستراتيجية للبلدين،.. مما مكن مدريد من الحفاظ على صدارة العلاقات التجارية مع المغرب على حساب فرنسا.
وفي هذا السياق،.. أرجع دون بالا ساجوس، المستشار المسؤول عن الشؤون التجارية في السفارة الإسبانية،.. أسباب انتزاع إسبانيا للصدارة التجارية مع المغرب من فرنسا إلى الجهود المستمرة للإدارات المغربية والإسبانية في تعزيز التعاون الوثيق وتحفيز رواد الأعمال على الاستثمار من الجانبين. كما أشار إلى أن جودة العلاقات السياسية الحالية تولد الثقة الضرورية والحاسمة لتعزيز هذه العلاقات. وأضاف: “بعيدا عن القرب الجغرافي الذي يقلل من تكاليف النقل،.. نحن أكثر تنافسية بكثير من الشركات الفرنسية وأكثر تكاملا”،.. نافيا أن تكون بلاده تستغل البرود السياسي بين المغرب وفرنسا لتحقيق مكاسب تجارية.
إقرأ أيضا : تقارير إسبانية تحذر من مخاطر الاستمطار الصناعي في المغرب على الجارة الإيبيرية
وأشار ساجوس إلى أن جزءا كبيرا من الاستهلاك الإسباني من الفواكه والخضروات والحمضيات يأتي من المغرب بفضل جودة وتوافر المنتجات المغربية وأسعارها التنافسية. كما أن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب سهلت استقرار العديد من رواد الأعمال الإسبان في المغرب واستثمارهم في عدة قطاعات مثل الزراعة والصيد.
وأضاف المسؤول الإسباني أنه سيتم فتح خط كهربائي ثالث بين إسبانيا والمغرب،.. وأن مشروع النفق الذي يتقدم بشكل جيد سيسمح بتعزيز التبادل بفضل القطارات المباشرة بين البلدين. كما أشار إلى خط الأنابيب الكبير القادم من نيجيريا الذي سيفيد العديد من البلدان الأفريقية والأوروبية. وأكد على أهمية التقارب السياسي في تعزيز التجارة وتأثيره على تزايد الشراكات الجديدة في عدة قطاعات.
وقد قدمت السفارة الإسبانية في الرباط إحصائيات حديثة تؤكد أن إسبانيا تعتبر المصدر الرئيسي للصادرات الأوروبية إلى المغرب في عام 2023،.. حيث سجلت نسبة وصول إلى 36.8% من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المغربية.