الأكثر مشاهدة

الصين تواجه موجة مرضية غامضة: المستشفيات مكتظة والتقارير تثير القلق

تشهد الصين حاليا أزمة صحية خانقة، حيث أفادت تقارير بامتلاء المستشفيات بمرضى يعانون من أعراض تنفسية حادة، مع انتشار واسع لمقاطع فيديو تظهر أجنحة طبية مكتظة، خاصة بوحدات الأطفال. في هذه المشاهد، يظهر آباء يرتدون أقنعة واقية يحملون أطفالهم الذين يسعلون، منتظرين في طوابير طويلة للحصول على الرعاية الطبية.

ورغم غياب تأكيدات رسمية حول أسباب هذه الموجة المرضية، تشير تقارير محلية إلى أن فيروسا يعرف باسم الفيروس التنفسي المخلوي البشري (HMPV) قد يكون وراء هذه الأزمة. هذا الفيروس يسبب أعراضا شبيهة بالزكام البسيط، لكنه قد يكون مرتبطا بزيادة الإصابات الحادة التي شهدتها بعض المناطق.

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض الصيني، تشير البيانات الأولية إلى أن الإنفلونزا الموسمية قد تكون المحرك الرئيسي لهذه الأزمة، حيث أظهرت الفحوصات أن 30% من الحالات المصابة تعود لفيروس الإنفلونزا. وأكد المركز أن 7.2% من زيارات العيادات الخارجية في المستشفيات الشمالية كانت بسبب أمراض شبيهة بالإنفلونزا، وهو ارتفاع بنسبة 12% مقارنة بالأسبوع السابق، وأعلى من مستويات السنوات الماضية.

- Ad -

في المقابل، هناك تقارير غير مؤكدة عن ازدحام محارق الجثث وزيادة في عدد الوفيات، ما أثار مخاوف من تكرار سيناريو مشابه لأزمة “الرئة البيضاء” التي ضربت الصين في شتاء 2022، ونتجت عن تفشي عدوى الالتهاب الرئوي الميكوبلازما، خاصة بين الأطفال ذوي المناعة الضعيفة.

من مقاطعة هونان، قال مزارع يدعى السيد بينغ في تصريح صحفي:

“الكثير من الناس أصيبوا بنزلات برد حادة. خلال هذا الأسبوع فقط، توفي سبعة أو ثمانية أشخاص في منطقتنا، تتراوح أعمارهم بين الأربعينيات والثمانينيات”.

كما أكدت مديرة أحد محارق الجثث، السيدة وانغ، زيادة الطلب بشكل غير مسبوق:

“لدينا طوابير طويلة من أجل الحرق. اليوم فقط، قمنا بتشغيل ثلاثة أفران إضافية لمواكبة العدد. كان المنظر مروعا، الكثير من الدخان ينبعث، وكأن المكان أشبه بسوق مزدحم في رأس السنة”.

استجابة صامتة من الصين في مواجهة الموجة المرضية

في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الحكومة الصينية أو منظمة الصحة العالمية حول هذه التقارير. ومع ذلك، أكد مسؤولو الصحة في الصين على أهمية الالتزام بالتدابير الوقائية للحد من انتشار هذه الأمراض، وسط تحذيرات من ارتفاع الإصابات في الأسابيع المقبلة.

بينما تستمر التحقيقات لفهم طبيعة هذا التفشي، تبرز تحديات كبرى أمام النظام الصحي الصيني، الذي يحاول احتواء الموقف وسط تزايد الضغط على المستشفيات والمرافق الصحية.

مقالات ذات صلة