انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار عن تصنيف المغرب في المراتب الأخيرة عالميا في مجال التعليم، وذلك حسب “مؤشر التعليم العالمي” المزعوم. انتشرت هذه الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، مما أثار جدلا واسعا بين أوساط المهتمين بالتعليم في المغرب.
وكشف أمين مشعال، وهو أستاذ بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، عدم مصداقية التصنيف وقال: “في الواقع، لا يوجد تصنيف عالمي رسمي للتعليم معتمد من قبل أي منظمة دولية متخصصة. إن ما يتم تداوله على أنه “تصنيف عالمي” هو مجرد تحليل قامت به مدونة “Insider Monkey” باستخدام معايير محددة”.
وأضاف مشعال، “اعتمدت مدونة “Insider Monkey” في تحليلها على مؤشرين فقط، تصنيف الجامعات والإنفاق الإجمالي على التعليم العالي لكل تلميذ كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
ما هي نقاط ضعف هذا التصنيف؟
يرتكز هذا التصنيف على عدة نقاط ضعف:
اعتماد عدد قليل من المؤشرات: يعتمد التصنيف على مؤشرين فقط،.. بينما تتوفر أكثر من 65 مؤشرا معتمدا من قبل منظمات دولية لتقييم أداء الدول في مجال التعليم.
اعتماد مؤشر قديم: يعتمد التصـنيف على مؤشر الإنفاق الإجمالي على التعليم العالي لكل تلميذ كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تعود آخر بيانات هذا المؤشر للمغرب إلى عام 2009، مما يجعله غير دقيق وغير معبر عن الواقع الحالي.
عدم شمول جميع مجالات التعليم: يركز التصنيف على التعليم العالي فقط،.. بينما يشمل التعليم مجالات فرعية أخرى مثل التعليم الأولي والإعدادي والثانوي.
نقص المصداقية: تم نشر التصنيف على مدونة إنترنت غير مختصة في مجال التعليم، مما يثير الشكوك حول مصداقيته.
ووفقا للأستاذ بجامعة كولومبيا، فإنه لا ينبغي الاعتماد على تصنيفات التعليم المنشورة على مدونات الإنترنت غير الموثوقة،.. بل يجب الاعتماد على التقارير الدولية المعتمدة من قبل المنظمات المتخصصة.
وختم بالقول أن تحسين التعليم ومعالجة مشاكله واختلالاته الكثيرة في المغرب،.. يتطلب تقييما دقيقا وموضوعيا يعتمد على معايير دولية معتمدة، وليس على تحليلات سطحية تنشر على مدونات الإنترنت.