في بادرة تضامن إنساني مع الشعب الإسباني، وجه الملك محمد السادس تعليماته السامية لوزير الداخلية للتواصل مع نظيره الإسباني بعد الفيضانات العارمة التي اجتاحت عدة مناطق في إسبانيا، ملحقة أضرارا كبيرة في الأرواح والممتلكات.
ووفقا لبيان صادر عن وزارة الداخلية، أجرى الوزير المغربي اتصالا هاتفيا مع نظيره الإسباني، حيث أعرب عن استعداد المغرب، بتوجيهات ملكية، لإرسال فرق إغاثة وتقديم كل أشكال الدعم اللازم لمساعدة إسبانيا في مواجهة هذه الأزمة الطبيعية.
كما نقل الوزير المغربي تعازي المملكة وتضامنها الصادق مع السلطات الإسبانية وعائلات الضحايا، مؤكدا وقوف المغرب إلى جانب إسبانيا في هذه الظروف الصعبة.
وقد أسفرت هذه الفيضانات العارمة عن مصرع ما لا يقل عن 70 شخصا في مقاطعة فالنسيا، وفقا لما أعلنته مصادر حكومية في حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر. وللتعامل مع حجم الكارثة، قام معهد الطب الشرعي في فالنسيا بتفعيل تسعة فرق من الطب الشرعي لرفع الجثث.
من جانبه، أعلن وزير السياسة الإقليمية، أنخيل فيكتور توريس، عن ثلاثة أيام من الحداد الوطني، مشيرا إلى أن الحكومة ستصنف المنطقة على أنها “متضررة بشكل كبير” بسبب العاصفة الشديدة، وستوفر كافة أنواع الدعم والمساعدات، بما في ذلك التمويل الأوروبي للتخفيف من آثار هذه الكارثة.
وعلى صعيد الاستجابة، قامت وزارة الدفاع الإسبانية بتعبئة طائرات وآليات جوية، إلى جانب خبراء نفسيين عسكريين وكلاب مدربة للبحث عن الجثث والعثور على المفقودين. وقد قضى عشرات الأشخاص ليلتهم في العراء بمدينة فالنسيا، بعضهم على أسطح الشاحنات أو السيارات، وآخرون فوق أسقف محطات الوقود أو المتاجر، أو عالقين في سياراتهم على الطرقات حتى تم إنقاذهم. كما تسببت الأمطار الغزيرة في انقطاعات كهربائية أثرت على 140 ألف شخص، وإغلاق عدة طرق وتعليق خدمة القطارات فائقة السرعة بين مدريد ومجتمع فالنسيا وكذلك الخط الساحلي المتجه نحو برشلونة.
ومن المتوقع أن تتحرك هذه العواصف إلى مناطق أخرى مثل كتالونيا، وأراغون، وغرب الأندلس، مما يزيد من التحديات الإنسانية واللوجستية التي تواجهها إسبانيا في التعامل مع آثار هذه الكارثة.