في ديلي، عاصمة تيمور الشرقية، لم تكن قاعة الندوة الإقليمية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة مجرد مكان للحوارات الروتينية، بل تحولت إلى ساحة مواجهة دبلوماسية محتدمة بين المغرب والجزائر.
كعادته، صعد رئيس الوفد الجزائري إلى المنصة، مسلحا بحزمة اتهامات لا تنتهي، متقمصا دور الضحية في مسرحية من تأليفه وإخراجه، زاعما أن بلاده “مستهدفة” بخطاب المغرب، ومتمسكا بأسطوانة “لسنا طرفًا في النزاع”. لكن الجمهور الأممي، الذي اعتاد حضور هذه المسرحية سنويًا، لم ينطلِ عليه هذا الدور.
على الجانب الآخر من المسرح، اعتلى السفير عمر هلال منصة الرد، لا ليكرر الرواية المغربية فحسب، بل ليقدمها بلغة تكاد تكون أقرب إلى “الصفعة الدبلوماسية”. فمن أنشأ البوليساريو؟ الجزائر. وأين يوجد؟ على أرض الجزائر. ومن يموله؟ الجزائر أيضا. حتى أن اسم الجزائر ورد خمس مرات في كل قرار من قرارات مجلس الأمن الأخيرة، وكأنها بطل القصة رغم إنكارها المتواصل.
ولم يكتف هلال بتعداد الحقائق،.. بل تساءل ساخرا: “كيف تكون الجزائر مجرد ملاحظ،.. وهي تعترض على استئناف العملية السياسية منذ ثلاث سنوات؟ أليس هذا فصاما سياسيا؟”. ثم أضاف بابتسامة خفيفة،.. وكأنه يوجه رسالة مباشرة: “أنتم ما زلتم تعيشون في خطاب سنة 2000، بينما العالم تجاوز ذلك بربع قرن”.
السفير المغربي لم يدع الادعاءات الجزائرية تمر دون أن يعيدها إلى حجمها الطبيعي، فقال: “ربما كانت الجزائر في الستينيات قبلة لحركات التحرر،.. أما اليوم فقد أصبحت قبلة للجماعات الإرهابية والانفصاليين وكل من يريد حمل السلاح ضد بلده”.