في لحظة تحولت إلى فيلم إثارة، دوى انفجار قوي، ظهر اليوم الأحد، وسط أحد أكبر أوراش البناء في قلب القطب المالي بالدار البيضاء. النيران اشتعلت بسرعة، أعقبها دوي انفجارات متتالية، دفعت العمال والسكان المجاورين إلى الفرار من المكان، وهم يتساءلون: «هل نحن أمام كارثة؟».
المشهد بدأ بسيطا: عمال يتناولون غداءهم، مستخدمين قنينات الغاز الصغيرة التي صارت مشهدا مألوفا وسط الورشات، لكنها تحمل معها دوما بذور الخطر. شرارة صغيرة، عطب طفيف، وتحولت الوجبة اليومية إلى كرة لهب ضخمة ابتلعت ما جاورها، وأطلقت سلسلة من الانفجارات المدوية.
في تلك اللحظات،.. لم تكن الأرض تهتز فحسب، بل كانت القلوب أيضا ترتجف، خصوصا لدى ساكنة القطب المالي الذين شعروا بزلزال مصغر،.. وسمعوا أصوات الانفجارات تدوي في كل الأرجاء. الفوضى عمت المكان، ودخان أسود كثيف غطى السماء،.. فيما هرع عشرات العمال والسكان إلى الخارج بحثا عن النجاة.
لكن سرعة تدخل رجال الوقاية المدنية أنقذت الموقف. شاحنات الإطفاء اصطفت كدرع واق،.. وتوغلت بين ألسنة اللهب،.. لتنجح في محاصرة الحريق ومنع امتداده إلى بقية الورشات المجاورة. السلطات، بدورها، فتحت تحقيقا دقيقا لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الحادثة، والجهات التي تتحمل المسؤولية.