تراجعت أسعار البيض في المغرب بشكل غير مسبوق هذا الأسبوع، ما أحدث مفاجأة سارة لدى المستهلكين، لكن خلف هذه البشارة أخبار سيئة لمربي الدواجن الصغار. فبينما أصبح بالإمكان شراء بيضة واحدة بثمن لا يتجاوز 0.70 درهم في بعض الأسواق، يخشى المهنيون من استمرار هذا الانخفاض الذي قد يعصف بهوامش الربح الضئيلة التي يشتغلون فيها أصلا.
في سوق الجملة بالدار البيضاء، تراوحت أسعار البيض هذه الأيام بين 0.70 و1.00 درهم للبيضة، بحسب الجودة والحجم ومدى الطراوة. وهذا يمثل انخفاضا ملحوظا مقارنة بالأسابيع الماضية، حيث لامس السعر 1.30 درهم، قبل أن يبدأ منحنى التراجع تدريجيا.
السبب؟ العرض فاق الطلب بكثير، بحسب ما يؤكده باعة الجملة وبعض التجار. ومع تراجع استهلاك الأسر وانخفاض وتيرة المناسبات الاجتماعية، تراكمت كميات كبيرة من البيض دون تصريف، ما دفع الأسعار نحو الحضيض.
لكن لا تزال الاختلافات في أسعار البيع بالتقسيط واضحة بين الأحياء والمتاجر. فخلال جولة لمراسلنا في حي بوسيجور بالدار البيضاء، عرضت إحدى المحلات صفيحة البيض (30 بيضة) بسعر 30 درهما، بينما ارتفعت لدى محل آخر إلى 36 درهما، ووصلت في محل ثالث إلى 39 درهما. ورغم أن الأسعار قد تراجعت مقارنة بالأشهر الماضية، فإن المستهلك المغربي مدعو للتسوق الذكي واختيار المحل الأنسب.
ولا شك أن هذا التراجع يمنح متنفسا لجيوب المواطنين، خاصة في ظل الغلاء العام الذي طال المواد الأساسية. لكن بالمقابل، دق مربو الدواجن ناقوس الخطر،.. إذ أن هذه الأسعار المنخفضة تهدد استمرارية عدد من الوحدات الإنتاجية الصغيرة،.. خصوصا في غياب دعم أو إجراءات تنظيمية لضبط السوق.
تجدر الإشارة إلى أن البيض يشكل عنصرا غذائيا أساسيا في النظام الغذائي المغربي،.. وتحديدا في مدينة الدار البيضاء التي تستهلك يوميا قرابة مليوني بيضة،.. وهو رقم يكشف عن أهمية هذا المنتوج في الأمن الغذائي الوطني.