الأكثر مشاهدة

بعد إزالة “النقطة السوداء”.. هل تعيد السلطات الاعتبار للحي الحسني؟

تحول صباح الاثنين 19 ماي 2025 إلى لحظة فارقة في ذاكرة سكان الحي الحسني بالدار البيضاء، بعد أن انطلقت جرافات السلطات المحلية لتنهي فصلا طويلا من الفوضى والعشوائية، بهدم ما تبقى من السوق الشهير بـ”لافيراي”، الذي ظل لسنوات طويلة يحتل مساحة تزيد عن 3.5 هكتار وسط حي سكني يعاني في صمت.

ورغم أن الحديث عن قرار الهدم لم يكن جديدا، إلا أن التنفيذ العملي بعد هدم سوق “دالاس” المجاور، أعاد إلى الأذهان تساؤلات قديمة حول مصير هذه الأراضي الشاسعة المحررة، وحول رؤية الدولة لمرحلة ما بعد تحرير الملك العمومي.

سكان المنطقة، الذين التزموا الصمت طويلا في مواجهة معاناة دائمة، عبروا أخيرا عن ارتياحهم، مؤكدين أن السوق كان مصدر إزعاج لا يطاق. رائحة النفايات، تكدس الأوساخ، انتشار القوارض والثعابين، بالإضافة إلى الجلبة الدائمة وغياب الأمن، جعلت حياة الأسر، خصوصا الأطفال والنساء، جحيما لا يطاق.

- Ad -

تقول إحدى النساء القاطنات قرب السوق: “كنا نفكر نبيعو الدار ونهربو، ولكن حتى المشترين ما كاينينش.. السوق خرب علينا كلشي”. شهادات كثيرة تواترت عن أثر السوق على القيمة العقارية للمنازل، وعلى نفسية السكان.

غير أن هذه الصفحة طويت أخيرا. والأنظار تتجه اليوم إلى ما بعد الهدم. السكان لا يطالبون بالمستحيل،.. بل يناشدون السلطات تخصيص الأرض المحررة لمشاريع تعيد الحياة للحي: فضاءات خضراء، ملاعب للأطفال،.. مرافق اجتماعية وصحية، مكتبة ومركب ثقافي يليق بحجم الكثافة السكانية.

عملية الهدم لم تكن مجرد إزالة لأكوام من الحديد والخشب، بل لحظة كسر فيها الحي الحسني جدار الإهمال،.. وبدأ يطالب بموقعه في خارطة التنمية الحضرية للدار البيضاء.

يبقى السؤال: هل ستحول السلطات المحلية هذا التغيير إلى فرصة حقيقية للتنمية؟ أم أن الأراضي المفرغة ستظل معلقة،.. رهينة للمجهول كما حصل في أحياء أخرى؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة.

مقالات ذات صلة