تعيش مقاطعة المعاريف بالدار البيضاء منذ أيام على إيقاع نقاش ساخن، بعد الكشف عن تصميم التهيئة الجديد الذي تضمن مجموعة من التغييرات أثارت تساؤلات واسعة في صفوف المنتخبين والمهتمين بالشأن المحلي.
وحسب ما أفاد به مسؤول بالمقاطعة، فإن التصميم الجديد يتضمن ثلاث متغيرات رئيسية تمس بشكل مباشر البنية العمرانية والاجتماعية للمقاطعة، خاصة في بعض الأحياء المعروفة بطابعها المميز.
المتغير الأول، وفق المصدر ذاته، يتعلق بتصنيف عدد من الأحياء ضمن التراث التاريخي للمدينة، من بينها أحياء البطحاء ورفييرا وبعض العمارات القديمة بحي الملاعب، إضافة إلى حي النخيل. هذا القرار، رغم أنه لاقى ترحيبا من محبي الحفاظ على ذاكرة المدينة، إلا أنه أثار في المقابل تساؤلات حول المعايير المعتمدة في التصنيف، خصوصا بعد أن شهد حي النخيل خلال السنوات الأخيرة تحويل عدد من الفيلات إلى عمارات حديثة.
وفي خضم هذا الجدل، برز موضوع سوق درب غلف الشعبي، الذي طالما رافقته شائعات متكررة حول إمكانية ترحيله. وأوضح المسؤول نفسه أن السوق سيبقى في مكانه الحالي، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على طابعه الشعبي والتجاري الفريد، الذي يجعله من أبرز رموز مدينة الدار البيضاء.
أما التغيير الثالث فيخص الحي القديم لدرب غلف، حيث من المنتظر أن يشمل التصميم الجديد شق طرق داخلية جديدة قد تمس بعض المنازل القائمة. وأكد المصدر ذاته على أهمية اعتماد مقاربة تشاركية تضمن إشراك الساكنة والجمعيات المحلية قبل اتخاذ أي قرار قد يؤثر على استقرار الحي وسكانه.
ويبدو أن تصميم التهيئة الجديد لمقاطعة المعاريف سيكون موضوع نقاش طويل خلال الأسابيع المقبلة، خصوصا مع تباين المواقف بين من يرى فيه خطوة نحو تحديث العاصمة الاقتصادية، ومن يخشى أن يؤدي إلى طمس معالم الأحياء القديمة التي تشكل جزءا من هوية الدار البيضاء.


