الأكثر مشاهدة

تـونس: هكذا أغضب قيس سعيد بروكسيل بإعادة 60 مليون يورو من المساعدات

أكدت المفوضية الأوروبية يوم الخميس أن تـونس أعادت مبلغ 60 مليون يورو من الأموال التي تم الإفراج عنها من قبل الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي.

وذكرت آنا بيسونيرو، المتحدثة باسم المفوضية لشؤون التوسع والجوار: “تم إبلاغ المفوضية بأن تونس قامت بإعادة مبلغ 60 مليون يورو”، دون تقديم تفاصيل حول السبب وراء هذا السداد.

وبالرد على سؤال حول ما إذا كانت هناك حالات سابقة مماثلة مع دول خارج الاتحاد الأوروبي، أشار المتحدث إلى أنه “على حد علمنا، لا يوجد”.

- Ad -

لم تقدم وزارة الخارجية التونسية على الفور أي توضيحات بخصوص هذا السداد.

يأتي هذا في سياق منح أموال التعافي من جائحة كوفيد-19، التي تم تخصيصها لدعم ميزانية تونس وتم تحويلها مباشرة إلى حساب الخزانة التونسية. كان من المتوقع أن تكون هذه أول دفعة من حزمة أكبر بقيمة 127 مليون يورو، والتي تضمنت أيضا أموالا مخصصة بموجب مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وتونس الموقعة في يوليوز.

ومع ذلك، بعد أيام من إعلان المفوضية الأوروبية عن هذا المظروف بقيمة 127 مليون يورو في أواخر شتنبر،.. رفض الرئيس التونسي قيس سعيد العرض المالي، مشيرا إلى أنه “سخيف” ومخالف للاتفاق السابق.

تـونس لا تقبل الإحسان

صرح الرئيس التونسي قيس سعيد الأسبوع الماضي بأن تونس تقبل التعاون والدعم الدولي،.. ولكنها لا تقبل أي شكل من أشكال الإحسان أو المعروف إذا لم يتم ذلك بمراعاة الاحترام. هذه التصريحات أثارت غضبا في بروكسل، حيث اعتبرت المذكرة الجديدة مخططًا لاتفاقيات مستقبلية تهدف إلى وقف تدفقات الهجرة.

من جهتها، حاولت المفوضية الأوروبية تهدئة الأوضاع من خلال إعلان أنه تم دفع 60 مليون يورو بناء على طلب الحكومة التونسية في غشت الماضي لدعم الميزانية. وفي إطار تصاعد الجدل، دعا أوليفر فارهيلي، المفوض الأوروبي لشؤون التوسعة والجوار، تونس إلى إعادة الأموال إذا لم تكن ترغب في استخدامها.

وأعرب فارهيلي على موقع تويتر عن رأيه في هذا الشأن وشدد على ضرورة استمرار تنفيذ المذكرة بمجرد عودة تونس إلى الشراكة الاستراتيجية والشاملة مع الاتحاد الأوروبي، التي تقوم على أسس الاحترام المتبادل.

على الرغم من التوتر الحالي،.. أكدت المفوضية أن الاتفاق لن يتوقف وستستمر في المضي في تنفيذه على الرغم من الانتكاسة الأخيرة. تحاول الأطراف الدبلوماسية البحث عن حل للخلاف والمضي في تطوير الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي.

التحكم في عدد قوارب الهجرة

أعلن إريك مامر، المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية، خلال مؤتمر صحفي مع آنا بيسونيرو،.. أن مذكرة التفاهم الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وتونس تعتبر مهمة جدا وتمثل جهدا طويل الأمد بالنسبة لتـونس والاتحاد الأوروبي. ورغم وجود عقبات على الطريق، إلا أن المفوضية ملتزمة بالعمل مع السلطات التونسية لتنفيذ المذكرة.

حسب المتحدث، يعتبر استرداد المبلغ المالي مرة أخرى خطوة غير اعتيادية وتدهورا إضافيا في العلاقات الهشة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، خاصة فيما يتعلق بسياستهم المتعلقة بالهجرة.

الهدف الرئيسي للمذكرة كان تقليل عدد القوارب التي تنطلق من السواحل التونسية وتتجه نحو إيطاليا،.. وهذا يعتبر جزء مهما من جهود الاتحاد الأوروبي لمكافحة مشكلة الهجرة غير الشرعية. يتضمن الاتفاق أيضا دعما ماليا لتونس، مع تخصيص أموال للميزانية وإدارة الهجرة ومشروعات أخرى. بالإضافة إلى فتح الباب للحصول على مزيد من المساعدات المالية إذا حققت تونس نجاحا في الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.

بالنسبة للأموال الموعودة في مذكرة التفاهم، أشار إريك مامر إلى أن هناك مزيدا من الدفعات المخصصة لتونس. وفيما يتعلق بتوزيع هذه الأموال على تونس، أوضح أن هناك طريقا طويلا يجب أن يتم الانتهاء منه أولا. وأشار إلى أنه يتوقع أن يصلوا إلى نقطة معينة يمكن فيها توزيع هذه الأموال،.. ولكن لم يتم التوصل إلى تلك النقطة بعد.

البرلمان الأوروبي يشن حملة على تـونس

منذ تقديم مذكرة التفاهم، تعرضت لانتقادات شديدة من البرلمان الأوروبي والمنظمات الإنسانية. اعترضوا على الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها السلطات التونسية ضد المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء الكبرى،.. والتي تتضمن حالات طرد جماعي متكررة إلى ليبيا. وفي الشهر الماضي، طلب أمين المظالم الأوروبي توضيحا من المفوضية بشأن مدى وجود ضمانات إضافية للحفاظ على احترام حقوق الإنسان.

جدير بالذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد تعرض لانتقادات حادة بسبب آرائه التي اعتبرت عنصرية تجاه الأفارقة السود،.. وتصفهم بأنهم جزء من “خطة إجرامية لتغيير تركيبة المشهد الديموغرافي في تونس”. وتعرض لانتقادات أخرى بعد قراره منع دخول خمسة أعضاء من البرلمان الأوروبي إلى تـونس،.. وتأجيله لزيارة رسمية لوفد من المفوضية الأوروبية.

مقالات ذات صلة