اندلع بركان في جنوب غرب آيسلندا صباح الثلاثاء، مما أجبر السلطات على إجلاء السكان والسياح من المناطق القريبة. وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف في سماء المنطقة مع انفتاح شق بركاني بالقرب من بلدة غريندافيك، الواقعة على بعد حوالي 50 كيلومترا من العاصمة ريكيافيك.
مع بدء الثوران، سارعت فرق الطوارئ إلى إخلاء نحو 40 منزلا كإجراء احترازي، وفق ما أوردته هيئة البث الوطنية الآيسلندية. ويذكر أن غالبية سكان غريندافيك كانوا قد غادروها في عام 2023 عندما عاد البركان للنشاط بعد 800 عام من السكون.
قبل ساعات من الثوران، سجلت أجهزة الرصد مجموعة من الهزات الأرضية، بدأت في الساعة 6:30 صباحا بالتوقيت المحلي، وهي ظاهرة سبق أن رافقت انفجارات بركانية سابقة في المنطقة. وفي تمام 9:45 صباحا، بدأ تدفق الحمم البركانية شمال الحاجز الواقي للمدينة، مما دفع السلطات إلى إطلاق صفارات الإنذار مع اقتراب الشق البركاني من الجدار الدفاعي في تمام 10:00 صباحا.
وفقا لمكتب الأرصاد الجوية الآيسلندي، يمتد الشق البركاني حاليا على 700 متر،.. مع تحذيرات من احتمالية توسعه باتجاه الجنوب. كما أبلغت فرق الطوارئ عن اهتزازات أرضية واضحة في البلدة، مع رصد علامات تشير إلى تحركات جيولوجية قد تؤدي إلى تصدعات جديدة.
أكد رونولفر ثورالسون، مدير الحماية المدنية في آيسلندا،.. أن هذا الثوران قد يكون أكبر من سابقاته بسبب اتساع مجرى الصهارة تحت الأرض وتراكم كميات هائلة منها.
آيسلندا تحت تهديد بركاني متزايد
تعاني آيسلندا من نشاط بركاني متكرر نظرا لوقوعها فوق نقطة ساخنة جيولوجية في شمال الأطلسي، حيث تشهد البلاد ثورانا بركانيا كل 4 إلى 5 سنوات في المتوسط. لكن العلماء يحذرون من أن شبه جزيرة ريكيانيس دخلت مرحلة نشاط بركاني مكثف، إذ يعد هذا الثوران الحادي عشر منذ عام 2021، مما يشير إلى تغير كبير في طبيعة النشاط الجيولوجي للمنطقة.
فرضت السلطات حالة تأهب قصوى في غريندافيك والمناطق المجاورة. مع منع تام للدخول إليها حتى إشعار آخر. كما تم إغلاق منتجع بلو لاغون الشهير،.. وهو واحد من أكبر الوجهات السياحية في آيسلندا، بعد إجلاء زواره إلى فنادق قريبة.
رغم المخاوف من تأثير الرماد البركاني على الحركة الجوية،.. أكد المسؤولون أن الثوران لم يؤثر على مطار كيفلافيك الدولي، الذي يبعد مسافة قصيرة عن موقع الحدث. ولم تصدر أي تحذيرات عن اضطرابات محتملة في الرحلات الجوية حتى الآن.