استفاقت ساكنة دار بوعزة، أحد أبرز ضواحي الدار البيضاء، على خبر طال انتظاره: إنهاء عقود استغلال مواقف السيارات في مختلف مناطق الجماعة، بعد سنوات من الشكايات والابتزاز اليومي للمواطنين والزوار، خصوصا في فترات الذروة الصيفية.
القرار الذي أصدره عامل إقليم النواصر، جلال بنحايون، ودخل حيز التنفيذ ابتداء من 27 ماي الجاري، شمل ستة مواقف كانت تستغلها شركات منذ سنوات طويلة بموجب عقود كراء سنوية. وقد أكدت زينب الطيزي، رئيسة المجلس الجماعي عن حزب الأصالة والمعاصرة، هذا الإجراء، واعتبرته “خطوة شجاعة انتظرها السكان طويلا”، رغم أن الجماعة ستخسر بسببه أزيد من 3 ملايين درهم سنويا كمداخيل.
لكن الجانب الإنساني من القصة لم يغب، فالعشرات من الأسر التي كانت تعيش من عائدات هذه المواقف و”حراسة السيارات” ستفقد مصدر دخلها الوحيد، في ظل غياب بدائل واضحة حتى الآن.
القرار لم يقتصر فقط على العقود الرسمية، بل تبعته حملة واسعة قادتها السلطات المحلية بإشراف مباشر من رجال السلطة وعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، واستهدفت ما يعرف بـ”الحراس غير المرخصين” أو “أصحاب الجيليات الصفراء”، الذين انتشروا في مختلف أرجاء الجماعة، خصوصا في الفضاءات البحرية.
تمت إزالة الأكواخ العشوائية واللوحات واللافتات التي كانوا يستعملونها، ووجهت تعليمات للمواطنين بعدم دفع أي درهم لهؤلاء، مع تشجيعهم على الاتصال الفوري بالدرك الملكي في حال التعرض لأي مضايقة.
هذه الحملة شملت أيضا الشواطئ والساحات العامة، حيث تم تفكيك كل نقاط الكراء غير القانونية للمظلات والكراسي والطاولات، في إشارة واضحة إلى نية السلطات استعادة النظام العام وترتيب الفضاء الصيفي قبيل الإقبال الكبير المتوقع خلال شهري يوليوز وغشت.