عقد عدد من تجار درب السلطان بالدار البيضاء، صباح الإثنين 27 أكتوبر الجاري، اجتماعا طارئا بمقر الاتحاد الديمقراطي المغربي للشغل، احتجاجا على تكرار حوادث الحرائق التي طالت محلاتهم التجارية وأتلفت سلعهم، مطالبين السلطات المحلية والشركة الجهوية متعددة الخدمات بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا الوضع “الخطير والمقلق”.
وجاء هذا التحرك بعد الحريق المهيب الذي شهدته قيسارية الحفارين ليلة الجمعة – السبت الماضية، والذي أتلف عددا من المحلات وكميات كبيرة من البضائع، مخلفا خسائر مادية جسيمة للتجار المحليين.
وأشار عدد من التجار المتضررين إلى أن أسباب الحريق تعود على الأرجح إلى تماس كهربائي ناتج عن قدم الأسلاك وضعف البنية التحتية الكهربائية داخل القيسارية، ما ساعد النيران على الانتشار بسرعة قبل أن تتمكن عناصر الوقاية المدنية من السيطرة عليها بعد مجهودات كبيرة.
ولم يقتصر القلق على هذا الحادث، إذ شهدت المنطقة في اليوم الموالي حادثة مماثلة في أحد المصانع بدرب السلطان، ما زاد المخاوف بشأن ضعف إجراءات الوقاية والسلامة، خاصة في المراكز التجارية القديمة المكتظة والتي تعاني من سوء التجهيز.
وخلال الاجتماع الاحتجاجي، قرر التجار إغلاق محلاتهم مؤقتا حتى تدخل السلطات المختصة وفتح تحقيق شامل في أسباب تكرار الحرائق، مع اتخاذ تدابير وقائية تضمن سلامة الأشخاص والممتلكات. كما شددوا على ضرورة حضور ممثلين عن الشركة الجهوية متعددة الخدمات لإيجاد حلول عملية للحد من هذه الحوادث، عبر صيانة الشبكة الكهربائية ومراقبة البنيات التحتية المهترئة.
وأكد التجار أن الوضع الحالي يهدد أرزاق مئات العائلات التي تعتمد على النشاط التجاري بالمنطقة، محذرين من أن “استمرار الصمت الرسمي” قد يزيد من حدة الاحتقان بين صفوفهم، مطالبين بتحرك عاجل يضمن السلامة ويستعيد الثقة في قلب العاصمة الاقتصادية للبلاد.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة درب السلطان تعد القلب التجاري النابض للدار البيضاء، وتحتضن آلاف المحلات والمصانع الصغيرة، ما يجعلها من أكثر الفضاءات الاقتصادية حيوية في المغرب.


