الأكثر مشاهدة

اتفاقية عسكرية تاريخية: رومانيا والمغرب يعززان علاقاتهما الدفاعية

صادقت حكومة رومانيا في اجتماعها الأخير على مشروع قانون للتصديق على اتفاقية التعاون العسكري والتقني مع المملكة المغربية، التي وقعت في الرباط بتاريخ 27 فبراير من العام الجاري. تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين في مجالات التصنيع والدعم الفني والتدريب والطب العسكري، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والأمن السيبراني.

تفاصيل الاتفاقية وأهميتها

تأتي هذه الخطوة في إطار العلاقات الدبلوماسية المستمرة بين رومانيا والمغرب منذ فبراير 1962. وتؤكد مذكرة تفسيرية مرفقة بمشروع القانون، التي نُشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة الرومانية، أن المغرب يعد شريكا مهما لرومانيا في منطقة شمال إفريقيا، مما يجعل تطوير العلاقات بين البلدين في مجال الدفاع أمرا بالغ الأهمية.

أوضح أنخيل تالفار، وزير الدفاع الروماني، في المذكرة أن “المملكة المغربية تبرز كعامل استقرار في شمال إفريقيا ولها دور مهم في العالم العربي”. كما أكد أن المغرب يقوم بحملات نشطة في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لحل الأزمات الدولية بطرق سلمية، ويعمل على تعزيز التسامح ومنع التطرف العنيف ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

شراكة قوية مع الاتحاد الأوروبي والناتو

وأشار تالفار إلى أن المغرب أصبح شريكا قويا ومهما للاتحاد الأوروبي في منطقة البحر الأبيض المتوسط الجنوبية. ويعتبر المغرب من أوائل الدول المشاركة في مبادرة الحوار المتوسطي لحلف شمال الأطلسي،.. بالإضافة إلى مشاركته في برامج التعاون في الدفاع السيبراني، وقابلية التشغيل البيني مع هياكل الناتو،.. وإدارة الأزمات، ومكافحة الإرهاب، وتحديث القوات المسلحة، وضبط أمن الحدود.

بدأت المناقشات الأولى بين البلدين بشأن إنشاء إطار قانوني للتعاون الدفاعي منذ سنة 2005. وقد وافق المجلس الأعلى للدفاع عن البلاد في رومانيا على مشروع الاتفاقية في شتنبر من نفس العام،.. ثم قدم مشروع جديد في عام 2016. بعد عدة جولات من المفاوضات،.. تم التوقيع الرسمي على الاتفاقية في الرباط في فبراير الماضي من قبل وزير الدفاع الوطني الروماني وعبد اللطيف لوديي،.. الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية المكلف بإدارة الدفاع الوطني.

تؤكد المذكرة التفسيرية أن الاتفاقية لا تتضمن أي مقتضيات تتعارض مع التشريعات الوطنية في رومانيا أو مع التزاماتها الدولية. كما أنها لا تؤثر على حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

رؤية المغرب المستقبلية

جدير بالذكر أن المغرب يعمل في السنوات الأخيرة على تنويع شركائه العسكريين وتوسيع التعاون الدفاعي مع مجموعة من الدول المصنعة للعتاد الحربي. تهدف هذه الجهود إلى الحد من التبعية لمصدرين محددين للسلاح والاستفادة من التجارب والمذاهب العسكرية المختلفة،.. مما يسهم في تأسيس صناعة دفاعية محلية. يعد هذا المشروع الاستراتيجي جزءا من رؤية الرباط لتحقيق الاستقلالية والسيادة الدفاعية وتقليص فاتورة استيراد العتاد.

مقالات ذات صلة