انفجرت حالة من الفوضى المرورية مجددا في قلب مدينة الدار البيضاء، وتحديدا بحي لالة مريم، حيث تحولت الطرق إلى مسارات عشوائية، لم يسلم منها حتى الترامواي الذي وجد نفسه محاصرا بين سيارات نقل البضائع والشاحنات، في مشهد صادم يعكس عمق أزمة التنقل في العاصمة الاقتصادية.
المثير أن بعض السائقين لم يترددوا في اقتحام مسار الترام المخصص حصريا لحركته، ضاربين بعرض الحائط كل القوانين المرورية، في سلوك لا يعكس فقط غياب الوعي، بل يكشف كذلك عن ضعف الرقابة وانعدام البدائل الحضرية الفعالة.
ولا تخفى هذه الحوادث عن سكان البيضاء، الذين يعيشون يوميا في صراع مع شبكة طرق مرهقة، مشاريع تأهيل بطيئة التنفيذ، وتقاطع في المسؤوليات بين المجالس المحلية والجهات المختصة.
وتأتي هذه الواقعة في سياق تتكرر فيه مثل هذه التجاوزات، رغم الجهود المعلنة من طرف السلطات،.. والتي وعدت مرارا بتحسين حركة السير عبر مشاريع كبرى كالممرات الأرضية والجسور وتأهيل المحاور الرئيسية،.. لكن النتائج ما تزال بعيدة عن انتظارات السائقين والمواطنين.
ويعتبر خط الترامواي واحدا من أهم وسائل النقل الحضري الحديثة،.. إذ يعبر أحياء مكتظة وساهم في تقليص الاعتماد على السيارات الخاصة. لكن حين يتحول هذا المرفق نفسه إلى ضحية للفوضى، يصبح السؤال أكبر من مجرد مخالفة سير.
ما حدث في حي لالة مريم ليس حالة معزولة،.. بل إنذار حقيقي يستدعي تدخلا عاجلا لإعادة النظر في السياسات المرورية،.. وتعزيز حضور رجال الأمن في النقاط السوداء، ومحاسبة المخالفين دون تساهل.
في مدينة توصف بأنها القلب النابض للاقتصاد المغربي، لا ينبغي أن تستمر الطرق في التدهور بهذا الشكل،.. ولا أن يعيش المواطن حالة توتر دائم كلما خرج من بيته لقضاء مشاغله.