الأكثر مشاهدة

سوق دالاس بالبيضاء يتحول إلى ركام.. والتجار يجرون الباشا إلى القضاء

تحت أنقاض ما كان يعرف بأكبر سوق لقطع الغيار المستعملة في مدينة الدار البيضاء، تتناثر بقايا محلات مهدمة، وصرخات تجار فقدوا كل شيء دفعة واحدة، بعدما قررت السلطات المحلية تنفيذ عملية هدم واسعة شملت مئات المتاجر داخل سوق “دالاس” الشهير بمنطقة الحي الحسني.

في خطوة غير متوقعة، وجد التجار أنفسهم أمام جرافات لا ترحم، ودون سابق إنذار، بحسب روايتهم، لتنطلق موجة من الغضب والاحتقان دفعتهم إلى اللجوء للقضاء، عبر دعوى رسمية ضد باشا المنطقة الذي أشرف على العملية، متهمين إياه بتجاوز صلاحياته والتسبب في خسائر مادية وبشرية، وسط غياب تام لأي بدائل.

950 تاجرا تحت الصدمة.. سوق “دالاس” في مهب قرارات وصفت بـ”المجحفة”

إبراهيم زريق، رئيس الفيدرالية الإقليمية لبائعي قطع الغيار المستعمل، عبر عن صدمة التجار إزاء الطريقة التي تم بها التدخل، واصفا ما حدث بـ”الكارثة التي فاقت في عنفها الزلازل والفيضانات”. وأكد أن السوق يضم أزيد من 350 محلا، ويعد مصدر عيش لنحو 950 تاجرا وعشرات الأسر، ما يجعل هذا القرار بمثابة طعنة في خاصرة القطاع غير المهيكل.

- Ad -

المفارقة، حسب رواية المهنيين، أن اجتماعات سابقة مع السلطات، حضرها مسؤولون جماعيون وبرلمانيون،.. أكدت أن السوق لن يهدم في الوقت الراهن. لكن، وبعد أيام فقط، تغير كل شيء، وتم تنفيذ قرار الإفراغ والهدم دون إعلام التجار، ما فاقم من حالة الذهول والاستياء.

الفيدرالية توصلت بمقاطع فيديو توثق ما تصفه بـ”التدخل العنيف”،.. مدعية أن بعض التجار تعرضوا لسوء معاملة واستعمال مفرط للقوة. وهو ما دفعها إلى وضع شكاية رسمية أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء،.. مطالبة بفتح تحقيق في ما تصفه بـ”شطط في استعمال السلطة”.

إقرأ أيضا: “سوق دالاس”.. معركة بين الماضي والفوضى والرهان على 2030

اللافت أن العملية تمت في غياب عامل عمالة الحي الحسني، الذي يعرف – حسب زريق – بتواصله الجيد ومهنيته،.. ما فتح الباب أمام تساؤلات حول الخلفيات الحقيقية لهذه الخطوة، خاصة في ظل حديث عن غياب بدائل واضحة للتجار.

زريق شدد على أن المعركة القادمة ستكون عبر المساطر القانونية والمؤسساتية،.. مطالبا في الآن ذاته باحترام المساطر الإدارية، وفتح حوار حقيقي لإيجاد حلول تحافظ على كرامة التجار،.. بدل اللجوء إلى منطق القوة والهدم.

مقالات ذات صلة