تسلَل المساء بهدوئه إلى حي درب الحجر بسباتة، يحمل معه نسمات رمضانية تبشر بلحظة إفطار جماعي، تفيض بالسكينة. لكن هذا الهدوء انقلب فجأة إلى صدمة مروعة، حين اختلطت رائحة الطعام برائحة الدم، وانقضت المأساة على بيت لم يكن يحمل في ظاهره أي مؤشرات على الكارثة.
ففي لحظة قاتمة، وفي توقيت رمزي لا يحتمل فيه الحقد، امتدت يد الغدر من شقيق إلى شقيق،.. وانتهت مائدة الإفطار بجريمة تقشعر لها الأبدان. تشير المعطيات الأولية إلى أن الجاني، في ساعة لم تكن متوقعة، وجه طعنات قاتلة لأخيه، ثم لاذ بالفرار نحو أكثر الأماكن غرابة للاختباء: مقبرة سباتة.
الخبر انتشر كالنار في الهشيم، واستنفر السلطات الأمنية،.. التي لم تستغرق وقتا طويلا حتى وضعت يدها على القاتل، مختبئا وسط القبور،.. في مشهد يختزل بشاعة الفعل وعبثية المصير.
الجثة نقلت إلى مستودع الأموات، فيما التحقيقات لا تزال جارية، وسط ذهول الساكنة وصدمة العائلة. دوافع الجريمة لم تكشف بعد، لكنها حفرت جرحا عميقا في الذاكرة الرمضانية لحي بأكمله.