تعيش مدينة الدار البيضاء منذ أيام على وقع جدل واسع بعد تداول مقاطع وصور على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق قيام طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره بسرقات متكررة لدراجات هوائية وكهربائية، في مشاهد صادمة أثارت استغراب وسخط عدد كبير من المواطنين.
الصور المنتشرة، التي التقطتها كاميرات مراقبة في أحياء مختلفة من العاصمة الاقتصادية، أظهرت الطفل وهو يعمد إلى سرقة الدراجات من داخل العمارات السكنية أو من الشوارع العامة، مستغلا مظهره البريء وصغر سنه لكسب ثقة المارة. وقد لقبه النشطاء بـ“ميسي الدراجات” نظرا لخفته وسرعته في تنفيذ السرقات.
وبحسب ما نشرته إحدى الصفحات المحلية على “فايسبوك”، فإن عدد السرقات التي قام بها هذا الطفل تجاوز الثلاثين، بعدما توصلت إدارة الصفحة بمقاطع فيديو للجرائم وشهادات من متضررين أكدوا تعرضهم لسرقات مماثلة على يده، رغم أنه أوقف في أكثر من مناسبة وأطلق سراحه بسبب قصر سنه.
العديد من الضحايا، حسب المعطيات ذاتها، فضلوا التنازل عن متابعته، مراعاة لصغر سنه، الأمر الذي اعتبره متابعون أحد أسباب تماديه في الفعل الجرمي وتحوله إلى “محترف سرقة” في سن الطفولة.
وتساءل رواد مواقع التواصل عن غياب الرقابة الأسرية ودور المؤسسات الاجتماعية في احتضان مثل هؤلاء الأطفال، مشيرين إلى أن تكرار هذه الأفعال في عمر مبكر ينذر بخطر انزلاق الطفل إلى مسار إجرامي أكثر خطورة مستقبلا.
في المقابل، أفادت مصادر محلية بأن المصالح الأمنية سبق أن أوقفت الطفل واستمتعت إليه قبل أن يخلى سبيله لكونه قاصرا، فيما تتواصل الدعوات إلى إيجاد حل تربوي واجتماعي يقي هذا الطفل من مستقبل مجهول، ويحمي المجتمع من تفشي سلوكات مماثلة بين الأطفال في المدن الكبرى.