في مشهد دبلوماسي غير مألوف، خطف السفير المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال الأنظار خلال الندوة الصحافية التي أعقبت صدور قرار مجلس الأمن رقم 2797 المتعلق بالصحراء المغربية، بعدما قام بخطوة رمزية تمثلت في حجب الراية الجزائرية قبيل انطلاق المؤتمر الصحافي بنيويورك.
الواقعة التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية على نطاق واسع، أثارت ردود فعل متباينة، فبينما اعتبرتها بعض الأوساط الجزائرية “تصرفا مستفزا”، رأى عدد من المحللين أن ما قام به الدبلوماسي المغربي ليس سوى رد رمزي محسوب على سلسلة طويلة من المواقف العدائية الجزائرية تجاه المغرب ووحدته الترابية.
ويرى متابعون أن هذا السلوك الدبلوماسي الهادئ، وإن بدا بسيطا في مظهره، فإنه يحمل رسائل سياسية قوية مفادها أن المغرب لن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات الاستفزاز أو التشويش على انتصاراته الدبلوماسية، خاصة بعد صدور القرار الأممي الأخير الذي عزز موقع المملكة وجعل مبادرة الحكم الذاتي الأساس الواقعي الوحيد للتسوية.
وفي سياق تحليله للواقعة، يؤكد عدد من الخبراء في العلاقات الدولية أن خطوة السفير عمر هلال تنسجم تماما مع التوجه الجديد للسياسة الخارجية المغربية التي تجمع بين الحزم في الدفاع عن السيادة الوطنية والانفتاح على الحوار متى توفرت الإرادة الصادقة.
فالمغرب، حسب المراقبين، لم يعد يقبل بتكرار نفس الخطاب العدائي الصادر عن الجارة الشرقية في المحافل الدولية، خصوصا أن الجزائر تواصل دعم جبهة البوليساريو سياسيا وماليا وإعلاميا، في وقت بات فيه المجتمع الدولي يميل أكثر نحو الرؤية المغربية الواقعية والعقلانية في تدبير الملف.


