في ليلة حبست أنفاس سكان العاصمة الاقتصادية، تمكنت عناصر الأمن بولاية الدار البيضاء من إحباط موجة جديدة من الفوضى المرورية التي كادت تتحول إلى كابوس في شوارع المدينة، بعد أن أوقفت 30 شخصا تورطوا في سياقات استعراضية خطيرة استعملت فيها الدراجات النارية بطريقة تهدد سلامة المواطنين وتعرقل السير العام.
وحسب مصدر أمني، فإن العمليات التي نفذت ما بين ليلة السبت والأحد (1 و2 نونبر)، جاءت في إطار حملة مكثفة لمكافحة ظاهرة “الاستعراض بالدراجات” التي عادت للواجهة مؤخرا، خصوصا في مناطق عين السبع، المعاريف، وسيدي البرنوصي. وقد تم ضبط عدد من المتهمين في حالة تلبس أثناء تنفيذهم لمناورات متهورة في الشارع العام، بينما حاول آخرون الفرار أو مقاومة عناصر الأمن.
المعطيات نفسها كشفت أن بعض الموقوفين كانوا تحت تأثير المخدرات أو الكحول، فيما حجزت بحوزة آخرين أسلحة بيضاء ومؤثرات عقلية، ما حول التهمة من مجرد مخالفة مرورية إلى جرائم تمس بالأمن العام.
وخلال هذه العمليات الدقيقة، تم حجز 60 مركبة يشتبه في استعمالها خلال تلك السياقات العشوائية، وأودعت جميعها بالمستودعات البلدية في انتظار استكمال الإجراءات القانونية. كما تم إخضاع الموقوفين لتدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، في إطار بحث قضائي يروم تحديد المسؤوليات بدقة ومعرفة ما إذا كانت هناك شبكات تنسق بين المشاركين في هذه الأفعال.
ويأتي هذا التحرك الأمني بعد سلسلة من الشكايات التي توصلت بها المصالح الأمنية من طرف سكان أحياء عدة بالمدينة، اشتكوا فيها من الضجيج الليلي، والسباقات العشوائية، والاستعراضات المتهورة التي تنظم غالبا في ساعات متأخرة من الليل.
وتشير مصادر من داخل ولاية الأمن إلى أن هذه العمليات لن تكون الأخيرة، بل تمثل بداية حملة صارمة ضد كل مظاهر الفوضى في الطريق العام، في وقت يؤكد فيه المواطنون على ضرورة استمرارها “حتى تستعيد الدار البيضاء هدوءها الذي سلبته الدراجات المتهورة”.


