انطلقت مرحلة جديدة في رحلة المغرب نحو سيادة طاقية مستدامة. خطوة جريئة قادتها الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) بدعم مباشر من البنك الدولي، تمثلت في إطلاق منصة تجريبية مخصصة لاختبار تقنيات تخزين الكهرباء في ظروف واقعية. المشروع، الذي يحمل اسم “Morocco Energy Storage Testbed Project”، يهدف إلى تطوير حلول مبتكرة تواجه إشكالية تقلب إنتاج الطاقات المتجددة، خاصة الشمسية والريحية.
بحسب المعطيات المتوفرة، وافق البنك الدولي، يوم الأربعاء 21 ماي، على خطة تمرير الصفقات الخاصة بالمشروع، بميزانية إجمالية بلغت 4,5 ملايين دولار. المبلغ سيوجه لتصميم المنصة وتشغيلها (200 ألف دولار)، إلى جانب شراء التجهيزات التقنية المتقدمة (3,25 ملايين دولار).
المنصة ستقام داخل مجمع نور للطاقة الشمسية بورزازات، أحد أكبر المركبات الشمسية في العالم،.. الذي يمتد على مساحة تفوق 3000 هكتار ويضم أربع محطات تعتمد على تقنيات متنوعة. الهدف من اختيار هذا الموقع ليس فقط الاستفادة من بنيته التحتية،.. بل أيضا اختبار أداء البطاريات في مناخ قاس، يعكس خصوصية البيئة المغربية.
وفي خلفية هذا المشروع التجريبي، تقف رؤية وطنية أوسع: بناء منظومة وطنية لتخزين الكهرباء،.. وتعزيز مرونة الشبكة الكهربائية في وجه تقلبات الطاقات المتجددة،.. وتقليص التبعية الطاقية عبر حلول مستدامة. فمن خلال هذه الخطوة، يسعى المغرب إلى تأمين استقرار تزويداته الكهربائية،.. خصوصا مع طموحه لبلوغ 52% من الطاقة المتجددة في المزيج الوطني بحلول 2030.
إقرأ أيضا: إعادة تشغيل محطة “نور ورزازات 3” بعد توقف تقني كلف أكثر من 51 مليون دولار
جدير بالذكر أن هذا المشروع يأتي في سياق مكمل لمبادرة وطنية أخرى يقودها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE)، تشمل نشر أنظمة بطاريات بسعة تخزينية تصل إلى 1600 ميغاواط/ساعة موزعة على مواقع استراتيجية عبر المملكة.
في ظل هذا الزخم، يؤكد المغرب مرة أخرى موقعه الريادي في مجال الطاقة الخضراء على المستوى الإفريقي،.. ويرسخ اختياراته الاستراتيجية كدولة تستبق الأزمات المناخية والطاقية،.. وتسعى إلى بناء مستقبل يعتمد على العلم والابتكار بدل الوقود الأحفوري.