يستعد مجلس جماعة الدار البيضاء لعقد الجلسة الثانية من دورته العادية لشهر فبراير 2025، يوم الاثنين 17 فبراير، وذلك بقاعة الاجتماعات الكبرى بمقر ولاية جهة الدار البيضاء-سطات. وتأتي هذه الجلسة وسط ترقب واسع، بالنظر إلى أهمية المواضيع المدرجة في جدول أعمالها، والذي يتضمن 112 نقطة، تتعلق بتدبير الممتلكات الجماعية، وعقود التفويت، إلى جانب ملفات أخرى تخص تدبير المرافق العمومية.
تفويت عقارات بالجملة يثير التساؤلات
أحد أبرز الملفات المطروحة للنقاش هو تفويت مجموعة من العقارات المملوكة للجماعة، سواء عن طريق المزايدة العمومية لفائدة الخواص أو لفائدة الأملاك المخزنية. ومن بين العقارات المعنية بالتفويت نجد قطعا أرضية مختلفة الأحجام، من بينها قطعة غير قابلة للبناء بمقاطعة مولاي رشيد، وأخرى بمقاطعة سيدي بليوط، بالإضافة إلى قطع أخرى بتراب مقاطعة المعاريف، وهو ما يطرح تساؤلات حول مآل هذه الممتلكات الجماعية ومدى استفادة المدينة من هذه العمليات.
كما يبرز ملف التفويت بالتراضي، حيث تشمل العملية عقارات ذات مساحات كبيرة، مثل قطعة أرضية بمساحة 4745 مترا مربعا سيتم تفويتها لفائدة أملاك الدولة، إضافة إلى قطع أخرى بالمعاريف بين زنقة سقراط وزنقة مامون محمد. ويرى متابعون أن مثل هذه العمليات تحتاج إلى شفافية أكبر لضمان استفادة المدينة منها وعدم تحولها إلى صفقات تخدم مصالح فئات بعينها.
اليوم العالمي للمناطق الرطبة.. التزام بيئي أم شعارات؟
في سياق آخر، احتفلت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بتنسيق مع الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، باليوم العالمي للمناطق الرطبة، تحت شعار: “حماية الأراضي الرطبة من أجل مستقبلنا المشترك”.
وخلال هذا الاحتفال، أكد المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، على الدور الحيوي للمناطق الرطبة في تحقيق التوازن البيئي، مشيرا إلى أن المغرب نجح في تسجيل 38 موقعا ضمن قائمة المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية منذ انضمامه إلى اتفاقية رامسار سنة 1980.
كما أعلن المسؤول ذاته عن تتويج مدينة مهدية بشارة “مدينة المناطق الرطبة”، لتصبح بذلك ثاني مدينة مغربية تحظى بهذا الاعتراف الدولي بعد إفران.
إقرأ أيضا: مجلس جماعة الدار البيضاء.. منحة سنوية للوداد والرجاء بقيمة 500 مليون سنتيم
ورغم هذه الجهود، لا تزال العديد من المناطق الرطبة في المغرب تواجه تهديدات بيئية، نتيجة التوسع العمراني والتغيرات المناخية، مما يجعل الحفاظ عليها أكثر من مجرد احتفال سنوي، بل التزاما حقيقيا يتطلب إجراءات ملموسة.
وشهدت هذه الفعاليات توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة لتعزيز حماية المناطق الرطبة، من بينها اتفاقيات مع الصندوق العالمي للطبيعة، وجمعيات بيئية محلية، في خطوة تهدف إلى تشجيع الممارسات البيئية المستدامة.
الشفافية في التدبير.. بين الوعود والواقع
يبدو أن القاسم المشترك بين جلسة مجلس جماعة الدار البيضاء والاحتفالات البيئية، هو الحاجة الملحة إلى ضمان الشفافية في تدبير الشأن العام، سواء فيما يتعلق بملف تفويت الممتلكات الجماعية أو حماية الثروات البيئية. فبينما تتواصل الإجراءات الإدارية والاحتفالات الرسمية، يظل المواطن البيضاوي يتساءل عن مدى انعكاس هذه القرارات على تحسين جودة الحياة داخل المدينة، سواء من حيث التنمية الحضرية أو حماية الموارد الطبيعية.